منظومة “ثار الله” .. بعض ما في الجعبة!
تحليل | خاص – الواقع
في مثل هذه الأيام، قبل ١٧ عاما، كانت المقاومة في جنوب لبنان تخوض معركة ضرب هيبة القوات البرية الإسرائيلية. أخرجت المقاومة من جعبتها سلاح “الكورنيت”، الصاروخ الروسي المضاد للدروع، والذي دخل ميدان الاختبار الفعلي لأول مرة منذ تصنيعه. شكل الكورنيت مفاجأة كبيرة للجيش الإسرائيلي المعادي في أرض جنوب لبنان، إذ ضرب دباباته حيث وجدت، وأوقف زحوفات العدو في أكثر من مكان، وهو ما كان مقدمة لتعطيل أحد أهم أهداف جيش الاحتلال التي كانت تقضي بضرورة الوصول إلى مجرى نهر الليطاني، تحديدا في محور وادي الحجير – الغندورية.
في هذه الذكرى كشفت المقاومة عن منظومة ثار الله المضادة للدروع المزدوجة، وكما عرفها البيان المرفق، فقد دخلت الخدمة عام ٢٠١٥، أي قبل ٨ أعوام من الآن، وقد جربت في سوريا كما هو واضح.
فماذا عن مواصفات المنظومة، بحسب بيان تعريفي صدر عن الاعلام الحربي التابع للمقاومة:
بعض مواصفات المنظومة:
- سلاح ضد الدروع.
- مخصصة لرماية صواريخ “كورنيت”.
- تتألف من منصتي إطلاق.
- تتمتع بدقة إصابة الأهداف بتوقيت متزامن وتدميرها.
- تستخدم في الرماية النهارية والليلية.
- تتميز بسهولة التحرك والمناورة.
هذه الميزات نتاج تطوير المقاومة، وهنا أولى الرسائل من وراء الكشف عنها، وبطبيعة الحال هي موجهة للعدو الإسرائيلي حصرا، إذ تعطيه إشارة عما سيواجهه في أي حرب مقبلة، وتذكره في ذات الوقت بما تعرضت له دباباته الحديثة ( ميركافا ٤) في أكثر من مكان عام ٢٠٠٦، تحديدا في وادي الحجير.
المسألة الأبرز، أن المنظومة من حيث مجمل مواصفاتها وتقنياتها تعتبر مفاجأة بحد ذاتها للعدو الذي يعمل على تطوير قدرات جيشه البرية بما يمكنه من تخطي الصواريخ المضادة للدروع إلى أقصى حدود، وهو يعمل ويطور معداته وفق تنقينات محددة ومعلومة لمنظومات الصواريخ المضادة للدروع. كشف مواصفات المنظومة (ثار الله) سيكلفه الكثير من البحث لإيجاد حلول لها.
أما المسألة الأبرز تبقى بما تخبئه المقاومة من قدرات، فإذا كانت منظومة ثار الله قد طورت ثم أدخلت الخدمة عام ٢٠١٥، فماذا عن تطورها خلال السنوات اللاحقة؟ والأهم هل هذا فقط ما تمتلكه المقاومة من قدرات تتعلق بالسلاح المضاد للدروع؟، وهنا لا نتحدث عن أمور أخرى تتعلق بصواريخ الدقة أو منظومة الدفاع الجوي أو القدرات المتعلقة بالمسيرات، وحرب السايبر وأمور أخرى، إنمل فقط عن سلاح مضاد للدروع.
إن المقاومة ما إن تفرج عن شيء، فهذا يعني أنه القليل القليل مما تمتلكه وتطوره.
نستنتج أيضا أن زمن المفاجآت لم ينته؛ بل يتواصل، وفي الحرب سنشهد الكثير من المفاجآت حتما.
ختاما، لا بد من الإشارة إلى أن أهم مسألة تقلق العدو الإسرائيلي هي العقول التي تطور وتصنع وتختبر، فهي بالنسبة له الضربة الأكبر. وفي المقاومة، بل وعلى امتداد المحور، عقول تبدع وتدرس وتخطط وهي في تطور وتطوير دائمين.