الرياض وتل أبيب .. التطبيع أقرب والقضية الفلسطينية ليست أولوية!
تحليل – خاص الواقع
عند توقيع الرياض اتفاق استعادة العلاقة مع إيران، جمد ملف التطبيع لبعض الوقت. يومها تحدثت “إسرائيل” عن ضربة، ونجاح طهران في سحب ورقة تفاوضية هامة بين تل ابيب والرياض عنوانها التهديد الإيراني.
على إثره تحركت الدبلوماسية الأمريكية، وسجل أكثر من زيارة لمستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان” إلى الرياض، وتحدث صراحة عن بحثه مسألة التطبيع وأمور أخرى كمشروع سكك الحديد واليمن. يومها أيضا، تحدث رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي، “تسحاي هنغبي” صراحة عن انتظار نتائج لقاءات سوليفان مع ولي العهد السعودي، واستقبل الاسرائيليون بعدها موفدين أمريكيين لوضعهم في نتائج الزيارة.
تلى ذلك، حديث ملفت لوزير الخارجية السعودي الذي تحدث عن ضرورة ضمان “مسار تفاوضي” بين الفلسطينين والإسرائيلين كمقدمة للتطبيع مع تل أبيب، وهو ما فسر على أنه تراجع عن سقف عال عنوانه المبادرة العربية للسلام وبالتالي “حل الدولتين”.
في المرحلة الماضية، كان واضحا أن الجولات الأمريكية أعادت التفاوض “التطبيعي”، وبذلك تكون الرياض قد تراجعت عن تجميد التفاوض بعد تقاربها مع طهران ثم جمع “العرب” بمن فيهم سوريا في قمة جدة.
كان واضحا أن الأمريكيين لا يمانعون سلوك ولي العهد السعودي الجديد، لكن دون أن يذهب بعيدا، أي أن يبقى ضمن التوجهات الأمريكية في المنطقة، ولو كان تقاربه مع طهران مزعجا ومقلقا، وكذلك الصين.
ما عمل عليه الأمريكيون هو اقناع السعودية بالموازنة بين علاقة مع إيران ومثلها مع تل أبيب على غرار الامارات، وهو ما سار عليه المعنيون في السعودية.
سجل خلال الأيام الماضية تواصل بين رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ووزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكين، مع أنباء عن زيارة لنتنياهو قريبة الي واشنطن، وهي تعد خرقا كبيرا للجمود والتوتر الذي يشوب العلاقة.
بالتوازي، كان موفدا أمريكيا يحط في الرياض، وهو مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط “بريت ماكغورك”، وسبقه وفد السلطة الفلسطينية الذي أجرى محادثات مع المسؤولين السعوديين، وتحدثت أنباء عن مساع محمود عباس لترميم السلطة لا أكثر، أي دون التطرق لمسألة وحل الدولتين.
يبدو واضحا أن الأمريكيين نجحوا إلى حد كبير في الوساطة بين ولي العهد السعودي الإسرائيليين، وأن الجهود منصبة على دراسة مع يمكن تحقيقه من المطالب أو الشروط السعودية، بعد تخطي مسألة حل الدولتين والموضوع الفلسطيني.
يمكن القول، إن التطبيع، وبعد تخطي مسألة “حل الدولتين” قد يكون قريبا وقد يعمل على خلق ظروف مناسبة له ما لم تقع أي أحداث غير عادية في المنطقة خصوصا في اليمن او الأراضي المحتلة نفسها.