في أي سياق يفهم تصريح “يوآف غالانت” حول تكثيف النار ضد حزب الله؟
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية
يقول “غالانت” إنهم يخططون لزيادة “كثافة النيران” ضد #حزب_الله لدفعه إلى الإنسحاب والاستسلام حتى لو أبرمت هدنة في غزة”.
في السياق، يأتي بعد إحباط المقاومة أهداف مجزرتي النبطية والصوانة، والتي أراد العدو دفع حزب الله للتراجع، فما كان من المقاومة إلا أن صعدت ضرباتها، كما ونوعا، وهو ما أكده السيد نصرالله في خطاب ١٦-٢ عندما قال إن الرد هو بتصعيد المواجهة (وهو ما حصل).
وأيضا، رد السيد يومها على “غالانت” نفسه، وتذكيره بقدرة المقاومة “من كريات إلى إيلات”، وإشارته إلى أن التوسع سيقابل بتوسع، وأنه في حال حصول هدنه في غزة فإن أي عمل إسرائيلي سيواجه برد.
“غالانت” اليوم تراجع عن التوسع، وذهب إلى الحديث عن “تكثيف النيران” وهو أمر مختلف تماما عن موضوع الحرب أو عملية عسكرية واسعة “جنوب الليطاني”.
في السياق أيضا، هو يلمح إلى ارتفاع منسوب الذهاب نحو “هدنة” في غزة، وعليه خاطب “مستوطني الشمال” بذات اللغة السابقة، مع خفض سقفه قليلاً، وهم لا يصدقونه لأنه فعلا يكرر التهديدات ذاتها.
الأهم، هو يعلم أنه بمجرد نضوج الأمور حول “هدنة” في غزة، فإن حركة الموفدين الغربيين وتحديداً الأمريكيين اتجاه لبنان، ستتوسع، للوصول إلى صيغة – بغض النظر عن ماهيتها – لوقف النار، وهو يعتقد أن حزب الله سيفتح بابا للنقاش، لذلك يحاول من خلال الحديث عن تكثيف النار وضع سقف للتفاوض والقول إنهم جاهزون للاحتمالات كافة، وهو ما تحدث به “نتنياهو” نفسه قبل أيام عندما زار قاعدة عسكرية في “جبل الشيخ”.
المقاومة، كانت واضحة، أن التوسع سيقابل بالتوسع (بتوسع منوسع)، ومن خلال ذلك يمكن أن نحسم بأن تكثيف النار سيقابل بتكثيف النار.
أما ربط “غالانت” تكثيف النار بدفع حزب الله نحو التراجع أو الانسحاب أو الاستسلام، فيمكن أخد نموذج غزة، كي لا نتحدث عن ٢٠٠٦، فرغم كا ما فعله الإسرائيليون لم يدفعوا المقاومة الفلسطينية إلى التراجع، بل إن الأخيرة مصرة على مطالبها، فما بالكم بالمقاومة في لبنان؟