الواقع الإقليمي والدوليالواقع الإيرانيالواقع السوري

طهران والوساطة بين أنقرة ودمشق .. لقاء رباعي في موسكو

خليل نصرالله – صحافي مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع

طوال الأزمة في سوريا، انتهجت إيران لغة الحوار كمدخل للحلول السياسية، ورفض التدخل في شؤون الدول الداخلية، لكن مشروع زسقاط سوريا كان معدا، وقادته واشنطن.
تركيا، التي كانت تجمعها علاقات “نموذجية” مع سوريا، ولعبت حتى دورا في مباحثات غير مباشرة، بين سوريا والكيان الاسرائيلي، وقفت في صف الأميركيين، واتخذت موقفا عدائيا من دمشق.
الدور التركي لم يقف عند حد الخصومة او العداء، بغض النظر عن المبررات، بل شرعت أنقرة أبوابها لتوافد الارهابيين من مختلف دول العالم إلى الاراضي السورية، كما عملت على دعم تشكيلات إرهابية لا زالت تدور في فلكها، واستخدمت ورقة اللاجئين في كثير من المفاصل.
متغيرات عدة في المنطقة، بدءا من العام 2016 دفعت أنقرة إلى تغيير بعض التوجهات، دون أن يُلمس تغييرا جوهريا في سلوكها اتجاه سوريا، وحافظت على أوراق عدة كادوات تفاوض.
عام 2017، وبعد جهود إيرانية – روسية دخلت تركيا ضمن منظومة “أستانا” التي نتج عنها تبريداً ولو بنسب معينة للميدان العسكري، ولمس تغييراً محدوداً في الخطاب التركي الذي بات يولي أهمية للحل السياسي، ووحدة الأراضي السوري ومكافحة الارهاب، بغض النظر عن توصيفه، إذ يقصد الاتراك جهات كردية بالدرجة الاولى.
منذ عام وحتى الآن نشطت الدبلوماسية الروسية وكذلك الايرانية على خطي دمشق – انقرة، اثمرت الجهود عن لقاءات أمنية سورية – تركية توجت بلقاءات بين مديري المخابرات في كلا البلدين، تلاها لقاء وزراء الدفاع بمعية وزير الدفاع الروسي في موسكو قبل مدة.
بعدها، صرح الرئيس السوري في أول تعليق له، على أن انسحاب الاحتلال التركي ووقف دعم الارهاب هما من أولويات دمشق، وهو ما فهم على أنه ترو سوري لاعتبار أن إعادة العلاقات يحتاج إلى مبادرات حسن نية.
ومنذ تصريحه، حصل نوع من الجمود دون انقطاع جهود الوسطين الايراني والروسي.
وفي ظل الكارثة المشتركة للزلزال كان من الطبيعي أن تكمن أولوية الدولتين في جهود الانقاذ والإغاثة ، وهو ما حصل، لكن يبدو أن الكارثة قد ساعدت بعض الشيء في إعادة تفعيل الوساطة مجدداً، وهو ما يفهم من زيارة وزير خارجية ايران حسين عبد اللهيان إلى أنقرة، الثلاثاء، ولقاء نظيره التركي مولود تشاوييش اوغلوا، حيث أعلن الأخير عن لقاء رباعي يجمع بلاده مع سوريا وايران وروسيا في موسكو الأسبوع المقبل.
الاعلان، سبقه، كما هو واضح، مروحة اتصالات شملت الطرفين، وتم التوافق على عقد اللقاء. ومن المؤكد أن ما طرحه الرئيس السوري بشار الاسد شكل محور تلك الاتصالات.
وعليه يجب ترقب ما سيصدر عن اللقاء المرتقب، لتتضح معالم المرحلة المقبلة على طريق إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، دون إسقاط الدور التخريبي الأميركي، الذي قد يدخل على الخط كما فعل في المرات السابقة، وكذلك اعبتارات وأولويات الرئيس التركي، الذي يقول متابعون إن ضغوطات داخلية تدفعه نحو إعادة ترتيب العلاقة مع دمشق، ولو بحدود معينة.
وبغض النظر عن النتائج التي يمكن أن يتوصل إليها الأطراف، خاصة في ظل العقوبات القاسية على سوريا وقدرة أنقرة على خرقها، وكذلك معضلة الارهاب وحلها، فإن اللقاء يعد إيجابيا نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة، تحديدا دمشق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى