الاقليمايران

طهران توسع مروحة التقارب خليجيا .. الأهداف؟!

خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع

قد يكون لمشهد “بكين” تبعاته في المنطقة. ليس بالضرورة فيما يتعلق بملفات ساخنة كما في اليمن تحديدا، إنما على مستوى علاقة طهران بدول الخليج كافة.

زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الإدميرال علي شمخاني، الذي تصدر مشهد بكين انطلاقا من موقعتيه الأمنية، إلى أبو ظبي لها دلالات عدة:

  • أنها تأتي مباشرة بعد “تفاهم بكين” بين طهران والرياض لاستعادة العلاقات، وهو ما يبين أن الخطوات الايرانية لا تقف عند حد معين.
  • أن طهران بصدد توسيع مروحة تعزيز العلاقات ونقلها إلى مستوى أعلى، وهو ما يمكن فهمه من خلالا مروحة لقاءات شمخاني في أبو ظبي وما صدر من الامارات.
  • أن طهران بصدد موازنة علاقاتها بدول الخليج من منطلق المصالح المشتركة، والابتعاد عن منطق الاصطفاف الذي يمكن أن يشكل ضررا.
  • أن طهران تعمل وفق خطوات معدة مسبقا هدفها على المديين المتوسط والبعيد تخفيف التأثير الأميركي في دول المنطقة واستحقاقاتها الأمنية والإقتصادية.
  • أن الجوانب الأمنية يمكن حلها بين دول المنطقة من خلال المستوى الذي وصلت اليه اللقاءات، (شمخاني التقي طحنون في أبو ظبي، والأخير كان قد زار طهران العام الماضي).
  • أن طهران يمكن أن تلعب دور الوساطة لحل مسائل عالقة كما الحال بين أبو ظبي وصنعاء.

يفهم من الخطوات الإيرانية، التي تصب في خانة التقارب، أن طهران تعمل على ترتيب العلاقات تمهيدا لحلول مشتركة لملفات ساخنة في المنطقة، يمكن توسيعها مروحتها لاحقا بعد اجتياز مرحلة اختبار النوايا وتثبيت التفاهمات، بغض النظر عن المساعي الأميركية التي قد تعمل على تفخيخ بعض التفاهمات بطرق عدة، وهو ما تعيه طهران.

من الجانب الإماراتي، والذي طبع مع الكيان الإسرائيلي ورفع مستوى العلاقات بشكل متسارع، قد تفهم الحسابات ضمن سياسة التوازنات ولعب دور أكبر على صعيد المنطقة. لكن فتح أبو ظبي الأبواب بالشكل الذي نشده اليوم، قد يفسر بأنه ضمن مروحة “الإيجابية” والتهدئات التي نشهدها، وهو ما تعي طهران أنه فرصة للجميع (في الخليج)، للحد من النفوذ الأميركي أيضا.

إن التقارب الذي تسلكه هران وملاقاة الأخرين لها، يعد ضربة لرهانات الكيان الإسرائيلي على تشكيل أحلاف ضد ايران مع دول خليجية. من المؤكد أنهم (في تل أبيب) ينظرون بعين الريبة لما تشهده منطقة الخليج، وأن التقارب بين “صديقتهم” أبو ظبي وطهران، أكثر ضررا عليهم من التقارب بين الرياض وطهران لاعتبار أن “تطبيعا” علينا مع السعودية لم يحصل، فيما بلغ مع الإمارات مستوايات عالية، وهو ما يمكن أن يتأثر.

في المجمل، إن طهران تسير وفق رؤية واضحة، عنوانها ترتيبيات للعلاقات الدبلوماسية والأمنية مع دول المنطقة، وهو ما يخدم الجميع في المرحلة التي نشهدها، ويمكن أن يؤسس لواقع جديد على المدى البعيد، ما إن سارت الأمور وفق النهج الذي بدأ ما قبل بكين، ولن ينتهي في لقاءات شمخاني في أبو ظبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى