اليمن

السيد الحوثي في خطاب شامل .. ينذر العدوان ويلوح بالقدرات البحرية!

خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع

شامل، خطاب السيد عبد الملك الحوثي، قائد الثورة في اليمن، في الذكرى الثامنة لبدء العدوان على اليمن. قرأ في مجريات الحرب وتبدلاتها ومعادلاتها. حمل واشنطن المسؤولية عنها دون أن يعفي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من مسؤولية تنفيذية تدفعهما إلى مراكمة الخسائر وتحقيق مصالح أميركية بامتياز.
جدد السيد عبد الملك الحوثي مطالب صنعاء، أو ما يجب أن يصطلح على تسميته “طريق السلام”. لا بد من رفع الحصار ووقف العدوان، والانسحاب من الأراضي اليمنية كاملة، ثم إعادة الاعمار، وهو الطريق الذي يمكن أن يجلب الأمن للمنطقة ككل، وهو ما بجب أن تعيه السعودية تحديدا للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها به.
إشارات عدة أعطاها السيد عبد الملك عن المرحلة الماضية، وكذلك ما ستحمله المرحلة المقبلة. هو كان واضحا بسلوك طريق التفاوض لتحقيق مطالب بلاده الانسانية، وعدم المس بالثوابت السيادة لليمن. بين السيد بحديثه عن عدم القبول بتكتيكات سعودية لإبقاء حالة ما بين اللا حرب واللا سلم، وهو بذلك يشير إلى مناورة سعودية في هذا الصدد وربما رهانات الرياض على تفاهمات إقليمية تقيها المواجهة أو التصعيد في اليمن وتبقي على حالة المراوحة، وهو ما حسم السيد عبد الملك الجدل حوله بإشارته إلى مسار يناسب مصلحة الشعب اليمني.
وكما في الأعوام الماضية، ختم السيد عبد الملك خطابه بتحذير عالي السقف. من جهة، هو استعرض بعضا من القوة والقدرات التي تملكها صنعاء وعملت على تطويرها، ومن جهة أخرى، رسم شكل المعادلة في المرحلة المقبلة ما لم يتحقق السلام وذهبت الأمور نحو التصعيد كنتيجة لرضوخ الرياض للأميركيين ومواصلة المناورة. فقد بين عن توسيع دائرة الضربات لتشمل البحر الأحمر والبحر العربي والجزر، إضافة الى أهداف بعيدة المدى، أي في العمقين السعودي والإماراتي، وهي أهداف تعتبر صنعاء أنها تساعد البلدين في تمويل حربهما.
في المحصلة، يمكن توصيف خطاب السيد عبد الملك بالمفصلي، وهو كمن جدد منح الفرصة “للتفاوض” دون إغلاق باب نعيه إن تواصلت المناورات المعادية، وبالتالي الذاهب نحو مرحلة التصعيد الحتمي الذي يمكن أن يفرض معادلات أكبر من تلك التي شهدتها المنطقة في الماضي، وقد تكون أكثر تأثيراً على دول العدوان وداعميهم، خاصة أن احتمال اشعال الشرارة في البحر الأحمر قائم، مع تكرار التلميح إلى وضعه في المقدمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى