فلسطين المحتلة

“إسرائيل” بلا جيش تسقط وتنهار!

خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع

“إسرائيل بلا جيش تسقط وتنهار”، عبارة يمكن فهمها بشكل أعمق من خلال الاشتباك القائم داخل الكيان، على خلفية مشروع “التعديلات القضائية”. مجمل خطابات الساسة والعسكر – بشكل أكبر – تلعب على وتر “الجيش” وتماسكه وضرورة الحفاظ على وحدته.
خلال الأشهر الماضية دق الانقسام الداخلي أروقة الجيش، وأعلن ضباط وجنود في الاحتياط تمردهم ورفضهم الخدمة، وهو ما أثر بشكل أساسي في موقف وزير الحرب “يوآف غالانت” الذي انقلب على مشروع “التعديلات القضائية”. كان ملفتا تعليقات الإعلام الإسرائيلي، المبنية على تسريبات مقصودة، إذ اعتبرت أن موقف غالانت هو موقف رؤساء الأجهزة الأمنية ورئاسة أركان الجيش لكن هو نطق به.
قبل مدة، ومع نهاية ولايته، كتب “أفيف كوخافي”، رئيس الاركلن السابق، معلقا على الأحداث الداخلية، محذرا من المساس بالجيش. وليبرر الخطر على الكيان ككل، استحضر ما يشبه “العقيدة التاريخية” التي سنها “بن غوريون”، مؤسس الكيان على أرض فلسطين المحتلة، إذ يقول: “يوفر الجيس الإسرائيلي الأمن القومي والذاتي والشخصي والاقتصادي، وهو أحد أصول الأمن الوطني”. عبارة تقصد كوخافي رميها من بوابة التحذير لعدم المس بالجيش، وهو كان يصوب بشكل مباشر على ما اعتبر تلبية نتنياهو لمطالب شريكه بن غافير الذي ابتدع له وزارة تحت مسمى “الأمن القومي”، لكنه – أي كوخافي – كان يصوب على دور الجيش في حماية وجود الكيان ككل أيضا.
مع إعلان نتنياهو تجميد “قرار التعديلات القضائية”، لم يخرج عن سياق التحذيرات الأمنية والعسكرية، وكذلك لم يخرج عن الثوابت التاريخية حول ركيزة الجيش كقوة بقاء ووجود. هو قال: “اسرائيل لا يمكن أن تكون من دون جيش والأخير لا يستطيع تحمل العصيان”. قد يعتبر معلقون أن العبارة تبريرية للتراجع او تجميد مشروع “اليمن المتطرف”، لكن في الواقع هي نابعة من تحذيرات جدية رضخ لها تتعلق ب “الجيش” وركيزته بعدما مسه بمشروعه.
في المجمل، من الملاحظ أن ثمة حقيقة يدور حولها الخطاب السياسي في الكيان الاسرائيلي، وهي أن الجيش خط أحمر. ولو لم يتلمسوا مسا بالجيش لما تصاعد الخطاب حول الأمر، وهي ليست “فزاعة” استخدمت لكبح حكومة نتنياهو بقدر ما هي حقيقة واقعية.
ثمة سؤال إن كان جنوح نتنياهو عن مشروع التعديلات قد ينهى حالة “التململ” التي تصيب الجيش. في الواقع إن مشروع نتنياهو ظهرها أكثر، وهو ولو تراجع عن مشروعه مؤقتا فهو ثبتها ولا يمكن النأي بالجيش كليا عن الصراع الداخلي.
في المحصلة، يكفي الإشارة إلى الانقسام الحاد داخل “مجتمع العدو” للتيقن من أنه سينسحب على كل شيئا، تصاعديا، بما فيها “الجيش”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى