واشنطن تحيي الوساطة بين “الرياض” و “تل أبيب” .. ونتنياهو ينتظر أجوبة!
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع
ملفات عدة حملها مستشار الأمن القومي الأميركي “جيك سوليفان” إلى السعودية، منها اليمن، ومط سكك حديد يربط دول المنطقة، وعقد اجتماعا مع مستشاري الأمن القومي للسعودية والامارات والهند، لكن يبقى الملف الأبرز هو جهود “التطبيع” بين “الرياض” و “تل أبيب”، الذي ترى فيه واشنطن مصلحة أمن قومي أميركي كما أعلن “سوليفان” نفسه.
منذ توقيع السعودية وإيران تفاهم استعادة العلاقات وتفعيل الاتفاقية الأمنية، ومع تأكيد معطيات حصل عليها موقع “الواقع” التحليلي بأن الرياض جمدت مرحليا جهود التطبيع، لوحظ ارتفاع النبرة الإسرائيلية اتجاه السعودية. ما تحدث به نتنياهو تن أن الرياض تختار “البؤس”، كان يعبر عن امتعاض إسرائيلي من التقارب بين طهران والرياض وأنه يأتي على حساب مشاريع إسرائيلية تهدف إلى إبقاء حابة النزاع بين البلدين والاستثمار بها، بل وتشكيل تحالف مع دول الخليج في مواجهة طهران، وكذلك الاستفادة من العلاقات لتوظيفها في البعد الأمني.
ويبدو أن واشنطن، رغم حالة التوتر ما حكومة نتنياهو، حملت على عاتقها تحريك الملف من جديد. وهو ما يمكن التدليل عليه من تصريح رئيس مجلس الأمني القومي الإسرائيلي “تساحي هنغبي”، الذي قال فيه: “هناك زيارة مزمعة لسوليفان إلى السعودية وسيلتقي بن سلمان، نتمنى أن يكون هناك انفراجة تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وبيننا”.
حقيقة، تصريح “هنغبي”، لا يمكن وضعه في إطار التمني كما عبر، بل يدلل على أن سوليفان حمل إلى الرياض رسائل إسرائيلية لمواصلة مسار التطبيع وعدم تجميده.
والدلالة الأخرى على تحريك الملف أمريكيا هو الإعلان عن توجه كبار مستشاري جو بايدن من السعودية الي “تل أبيب” مباشرة، للقاء “بنيامين نتنياهو” وإبلاغه حيثيات المحادثات بين “سوليفان” و محمد بن سلمان.
قد يكون من المبكر الحديث عن نتائج متقدمة، لكن من الواضح أن واشنطن وبدفع إسرائيلي تحاول إعادة مسار “التطبيع” السعودي – الإسرائيلي إلى السكة، وربما تدفع باتجاه إقناع الرياض بعلاقة مع “إسرائيل” توازي بينها وبين العلاقة مع إيران، في أمر مشابه للعلاقة الإمارتية مع إيران من جهة، و “إسرائيل” من جهة أخرى، بما يبقيها في المنتصف.
في كل الأحوال، إن أمر كهذا دونه مخاطر جمة، خصوصا أن أهداف “إسرائيل”من التطبيع لها جوانب إقتصادية من جهة، ومن جهة أخرى أبعاد أمنية من منطلق العداء لطهران، وهو ما من شأنه أن يضر بأمن المملكة على المدى البعدين لأن شيئا من هذا قد يؤدي إلى تخريب مسعاها “التهدوي”و “التقاربي” مع جيرانها في المنطقة.