أبرز الاحداثسوريا

تقدير: تسخين ميداني شمال غرب سوريا .. ما خلفياته؟

تقدير موقف | خاص – الواقع

تواصل موسكو وطهران سلوك المسار المرسوم للتسوية بين دمشق وأنقرة. حتى الساعة، وقبيل اجتماع مرتقب للرباعية في أستانا على مستوى نواب وزراء الخارحية، لا تقدم على الأرض، بل المزيد من التصعيد سواء في شمال حلب حيث تتركز السلطة والقوة التركية المباشرة وغير المباشرة، أو في منطقة ادلب امتدادا إلى عفرين حيث تسيطرة هيئة تحرير الشام الارهابية التي يتزعمها ابو محمد الجولاني.
خلال الأيام الماضية، عاد الميدان إلى السخونة. أنقرة استأنفت عمليات القصف لنقاط تابعة لقسد، وطال قصفها أيضا موقعا للجيش السوري أسفر عن سقوط أربعة شهداء، بحجة تعرض إحدى نقاطها للاستهداف من قبل عناصر قسد. كما قتل جندي روسي وجرح آخرون بقذيفة استهدفت آلية لهم شمال حلب. وفي جبهة إدلب واصلت جبهة النصرة أعمالها الإرهابية التي تستهدف مواقع ونقاطا للجيش السوري، وهو ما استدعى ردا بقصف مدفعي في أكثر من مكان.
التصعيد الحالي لا يمكن فصله عن المسار السياسي، تحديدا الوساطة الروسية الايرانية بين دمشق وأنقرة، اللتان يقف كل منهما عند شروطه لاعادة العلاقات.
التسخين الميداني، الذي بدأته تركيا شمال حلب يمكن وضع في سياق التفاوض، إذ تحاول الاستثمار في هواجسها الأمنية إلى أقصى الحدود، هي تعبر عن ضرورة تقديم دمشق تنازلات عبر تبديل الأولويات، مع إصرار الأخيرة على جدول زمني لسحب أنقرة قواتها، وأن تكون الخطوة الأولى تركية بامتياز، وهو ما عبر عنه الرئيس الأسد في أكثر من مناسبة، وثبته خلال كلمته في قمة جدة بحديثه عن الخطر العثماني والاحتلال لأراض سورية.
وفي إدلب، يمكن وضع التسخين الذي تقدم عليه “هيئة تحرير الشام” الإرهابية في سياق الضغوطات الأمريكية التي تمارسها واشنطن اتجاه تركيا، خصوصا مع تقاطع المعلومات عن توثيق متزايد للعلاقة التي تجمع الجولاني مع الأمريكيين والتي عمل بريطانيا على ترتيبها خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

إذ تتحاول واشنطن عرقلة أي مسار للتقارب بين دمشق وأنقرة ورسم حدود له، وتسعى إلى إبقاء جبهة شمال غرب سوريا مفتوحة كنوع من المشاغلة لسوريا وحلفائها وحرفهم عن صب كامل اهتمامهم على الوجود الأمريكي شمال شرق سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى