أبرز الاحداثسوريا

واشنطن وأوروبا .. مزيد من تعميق أزمة السوريين

تحليل – خاص الواقع

صراحة يعلنها الأوروبيون والأميركيون، أنهم لا يدعمان تطبيع العلاقات بين دمشق من جهة، والدول العربية وتركي من جهة أخرى. وهو ما يشي بتعقيد المشهد وممارسة الضغوط للحد من الاندفاعة العربية تحديدا نحو دمشق، وحصرها في العلاقات الدبلوماسية ليس أكثر.
الموقف الأوروبي والأمريكي يبين بوضوح من شن الحرب على سوريا وجند لأجلها دولا عربية وخليجية وعالمية، وضربها اقتصاديا من خلال العقوبات، وهجر شعبها، وحول جزءا منه إلى لاجئين في دول الجوار وحول العالم.
أسباب عديدة تقف خلف مواصلة واشنطن وأوروبا ذات الاستراتيجية العدائية اتجاه سوريا. هما يريدان السطو على ثرواتها، وتحقيق مصالح إسرائيلية، وسلخها عن قضايا المنطقة، على رأسها القضية الفلسطنية، وفك العلاقة بينها وبين طهران، وهي أمور صعبة المنال.
وعليه، يكمل الأميركيون الأوروبيون حربهم ضد دمشق بسبل عدة، ويمارسون ضغوطا على الدول التي أعادت علاقاتها مع سوريا مؤخراً.
إلغاء الاتحاد الأوروبي اجتماعا مع جامعة الدول العربية بسبب عودة سوريا إلى شغل مقعدها لا يمكن فصله عن الضغوطات الغربية في هذا الصدد، وكامل المؤشرات تبين أن مزيدا من خطوات من هذا النوع قد تتخذ، ناهيك عن التهديد يعقوبات في إطار قانون “قيصر” إذا ما أقدمت الدول العربية على علاقات اقتصادية مع دمشق تضعها على طريق التعافي، وتؤثر على مصالح أمريكية في المنطقة.
يجب الاعتراف بأن الغرب يملك أوراق قوة على رأسها سلاح العقوبات، وكذلك العلاقات “الاستراتيجية” التي تربطه بدول الخليج العربي وتركيا وتأثيره ببعض قراراتها، والتي تساعده في منع ذهاب هؤلاء بعيدا مع سوريا. يكفي قراءة ما تضمنه البيان الأمريكي – الخليجي الأخير حول سوريا، لفهم عدم قدرة الخليجيين تحديدا على تخطي موانع أمريكية أو استفزاز واشنطن بأمور تساعد سوريا في الحد من أزمتها. ويكفي أيضا إعادة قراء بيان الاجتماع الخماسي الذي عقد في الأردن، والذي ربط مسائل كثيرة، منها إعادة اللاجئين بالأمم المتحدة، أي بطريقة غير مباشرة، بواشنطن، التي تمسك بهذا الملف، الذي يمكن حله من خلال انعاش الاقتصاد السوري عبر رفع العقوبات. وأيضا مراقبة الحركة الأميركية اتجاه أنقرة ونتائجها على خطوات الأخيرة المترددة اتجاه تصحيح العلاقة مع دمشق.
وعليه، من الواضح أن الغرب سيواصل تعميق أزمة السوريين، وهو ليس بصدد التراجع في الوقت الحالي، إذ يعتبر أن الساحة السورية تمثل أرض اشتباك وتصفية حسابات مع خصومه ومنهم دمشق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى