حزب لله للسعودية: هذا مقترحنا للصلح!
الواقع -أسرة التحرير | في توقيت لافت، وفي ظل توسيع “تل أبيب” حملتها فب المنطقة التي وصلت حد استهداف عاصمة عربية في الخليج هي الدوحة، ومع استشعار دول المنطقة خطرا قادما، وضع حزب الله على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم مقترحا للصلح مع المملكة العربية السعودية، يبدأ من منطلق العداء لإسرائيل وليس المقاومة، وفتح صفحة جديدة عبر النقاش في الهواجس، وتجميد صراعات الماضي.
ما طرحه أمين عام حزب الله، أرفقه بتطمين حول سلاح الحزب “الموجه ضد العدو الإسرائيلي حصرا ولا يشكل تهديدا لأحد”، في إشارة الى الدور في مرحلة بالغة الحساسية.
لم ينطلق الشيخ قاسم في مقاربته من موقع الشعور الضعف لدى الحزب، بل من مقاربة مختلفة لدى المقاومة تحاكي مختلف تطورات الإقليم، وحددها بالخطر الإسرائيلي الذي لم يعد يطال لبنان فحسب، إنما يمتد إلى مختلف دول المنطقة سواء الصديقة للمقاومات، وهي محدودة، أو التي تخاصمها وهي الأغلبية، لذا تم التركيز على تأكيد حصرية العدو في “إسرائيل” فقط، كمنطلق لرص الصفوف.
في خطابه ما قبل الأخير، وخلال إدانته للعدوان الإسرائيلي على الدوحة، طرح الشيخ قاسم فكرتين على الدول العربية، دعم المقاومة بكل الإمكانات، السياسية والاقتصادية، إن لم يكن العسكرية، أو التوقف عن طعنها ومحاصرتها، لأنها تشكل ضامنة للدول العربية في مواجهة مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي بات نتنياهو يجاهر به.
ووفق معطيات ومعلومات متقاطعة، فإن خطاب الشيخ قاسم، وطرح مبادرته في هذا التوقيت، سبقه نقل رسائل تكفل بها رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، بعد زيارة له الى بيروت، قبل الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، وانعقاد القمة العربية – الإسلامية بعدها، التي ربما سرعت في ترتيب الأمور.
وقد أعطت زيارة لاريجاني الى الرياض بعد قمة الدوحة، ولقائه ولي العهد محمد بن سلمان، ووزير الدفاع خالد بن سلمان، مؤشرا على تسريع وتيرة ترتيب العلاقة، والتي على ما يبدو أن هناك صدى إيجابي، ينتظر ترجمة بوادره في لبنان، وقد يكون خطاب الشيخ قاسم فاتحة له.
صحيح أنه من المبكر الحديث عن شكل التفاهمات التي يمكن أن ترسو عليها النقاشات وتبادل الرسائل، وعن إمكانية لقاء مباشر، لكن وفق لمسار الأحداث المتسارعة في المنطقة، فإن الرياض معنية بتبريد الأجواء، إن لم يكن حلها، مع الأخذ بعين الاعتبار تعرضها لضغوط أميركية قد تمنع حلولا جذرية كما جرى ما بعد إعلان الهدنة مع صنعاء أوائل عام 2022.