أبرز الاحداثسوريا

الجيش السوري يحشد بمحيط إدلب .. هل من قرار باستئناف العمليات العسكرية؟

تحليل | خاص – الواقع

في عام 2020، توقفت العلميات العسكرية للجيش السوري وحلفائه بموجب اتفاق الخامس من مارس. نجح الحلفاء يومها في تحرير مناطق حيوية، منها طريق حلب – دمشق او ما يعرف بطريق “M5” الدولي، وكذلك تحرير مناطق واسعة من سهل الغاب وجنوب ادلب، وكذلك، الأعم الأغلب من ريف حلب الغربي، ما أعطى مدينة حلب نطاق حماية أوسع.
وبموجب اتفاق مارس الذي وقع بين الرئيسين الروسي والتركي في موسكو، تعهدت أنقرة بإبعاد الإرهابيين عن طريق “M4″، بمساحة 6 كلم شمالا ومثلها جنوبا، وتسيير دوريات مشتركة روسية – تركية لضمان عبور المدنيين، وكذلك تعهد تركي بفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهاب، وهو ما لم تلتزم به حتى اليوم.
ثلاث سنوات، متغيرات دولية وإقليمية جمة حصلت. الحرب في أوكرانيا دفعت واشنطن لتخفيف اهتمامها في المنطقة إلى حدود معينة، والبحث عن تهدئة تناسبها. بموجب ذلك، بادرت دول إلى التقارب مع دمشق، منها السعودية والإمارات، وكذلك أنقرة التي فتحت بوساطة روسية إيرانية قنوات اتصال مع العاصمة السورية، سرعان ما تطورت إلى لقاءات على مستوى وزراء دفاع وخارجية بحضور روسي ايراني، لكن ذلك لم يؤد إلى نتائج ملموسة، خصوصا أن لكل طرف أولوياته لإنهاء القطيعة وإعادة تطبيع العلاقات.
بموجب النظرة السورية، هناك عدة عوائق أبرزها وجود قوات احتلال تركي، ومجموعات إرهابية يجب مكافحتها.
على ضوء تلك المحادثات، ومع تلمس واشنطن متغيرات متعلقة بالتموضع الروسي العسكري في سوريا، وزيادة تعاون موسكو مع إيران، أعادت بعض قوتها إلى المنطقة، وعززت قواعدها في سوريا بأسلحة متطورة خصوصا شرق البلاد، وفعلت عمل مجموعات مسلحة تديرها، أو أخرى على علاقة معها.
برز خلال الفترة الأخيرة تصعيد ما يسمى “هيئة تحرير الشام” الإرهابية، من عملياتها، سواء بالقصف أو إرسال مسيرات باتجاه المدن السورية الآمنة في ريفي حماة واللاذقية.
وفق معطيات “الواقع”، فإن النصرة تحركت بإيعاز أمريكي، خصوصا مع توطيد العلاقة بين الأميركيين ومتزعم تلك المنظمة الإرهابية أبو محمد الجولاني خلال السنوات الماضية بمعية الاستخبارات البريطانية، خصوصا بعد معارك شباط وآذار عام 2020.
خلال شهر حزيران الماضي، وبالتوازي مع الرد القاسي للجيشين السوري والروسي على تجاوزات النصرة، كانت ارتال عسكرية سورية معززة ومؤللة تتجه نحو الشمال، وتتموضع في شرق وجنوب “إدلب، وغرب وشمال حلب، مع تعزيز لقوات قرب سهل الغاب، وفي ريف اللاذقية. فهم أن الأمر مقدمة لعمل عسكري واسع النطاق.
وفق الوقائع، فإن الحشودات العسكرية تأتي في سياق التلويح بالقوة، من جهة، والاستعداد لمرحلة قد تتطلب فيها تحريك الجهود الدبلوماسية لعمل عسكري محدد.
وفق معلومات “الواقع”، لا قرار حاسما حتى الساعة بعملية عسكرية واسعة، مع مواصلة الرد القاسي على تجاوزات النصرة التي تحظى بدعم أمريكي واضح، وكذلك غض نظر تركي.
إن حسابات العلمية العسكرية، سياسيا، فيها بعض التعقيدات نتيجة ظروف الوساطة الروسية – الإيرانية بين دمشق وأنقرة، فلا يريد الوسطاء استفزاز أنقرة، التي تتعرض لضغوط أمريكية، مع الرهان على تكثيف الأخيرة جهودها وتقديم التزمات مع ضمانات لدمشق ما يسهل الطريق بينهما.
ووفق المعلن، فإن تعثر الجهود أو دخولها بمرحلة من البرودة، مرده إلى التدخل الأمريكي المعطل، والضاغط باتجاه أنقرة خصوصا بعد فوز الرئيس التركس في السباق الرئاسي.
يبقى القول، إن قرار العمل العسكري مرتبط أولا بمآلات مسار الوساطة الروسية -الإيرانية بين أنقرة ودمشق، وثانيا بمدى الاستفزاز الأمريكي في شمال غرب سوريا عبر تسيير أعمال الارهابيين وفق مصالح واشنطن بالدرجة الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى