نتاج الزيارات الأميركية .. السعودية تخفف شروطها للتطبيع مع “إسرائيل”!
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع
عقب استعادة علاقاتها مع طهران، جمدت الرياض مؤقتا مسار التطبيع الذي تتوسط فيه واشنطن مع “إسرائيل”، وفق معطيات نشرها موقع “الواقع”.
التجميد السعودي، لم يكن إنهاءًا لمحادثات بين الرياض و “تل أبيب”، يقودها الأميركيون، بقدر ما كان محاولة لتحصيل مكاسب سياسية وصفقات مع الأميركيين يسعى ولي العهد السعودي إلى تحصيلها.
الشهر المنصرم، شهد زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي “جيك سوليفان”، إلى الرياض. اجتمع بولي العهد السعودي وبحث معه ملفات عدة كان أبرزها اليمن والتطبيع السعودي – الإسرائيلي. ما أكد أولوية إحياء أو مواصلة مسار الدفع نحو التطبيع تصريح صدر عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي “تساحي هينغبي”، الذل قال في تصريح متلفز إنهم ينتظرون ما سيحمله “سوليفان” من أجوبة بعد لقائه ولي عهد السعودية. ويومها زار فريق أميركي مرافق لسوليفان تلأبيب قادما من الرياض وعقد لقاءات عدة هناك. تبع الأمر زيارة لهينغبي نفسه إلى واشنطن.
قبل أيام، زار وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكين” الرياض، وملف التطبيع كان من ضمن ملفات حملها إلى هناك. ما قاله وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلا لالمؤتمر الصحفي الذي عقده إلى جانب بلينكن أعطى إشارات على تعديل الرياض بشروطها، فهو ربط بين التطبيع مع تل أبيب بمسار نحو حل الدولتين، بعدما كان الموقف السعودي ثابتا عند ضرورة حل الدولتين قبل التطبيع.
المؤشر الذي أعطاه وزير الخارجية السعودية، يشي بتراجعات سعودية أو تنازلات بفعل الضغط الأميركي في هذا الملف من جهة، أو وعود أميركية بتلبية بعض المتطلبات السعودية، منها ما يتعلق بالطاقة النووية، ومنها ما يتعلق بطموح الرياض لاقتناء طائرات أف 35.
إسرائيليا أيضا، برز تصريح لرئيس الوزراء “بنيامين نتيناهو”، الذي اعتبر أن التطبيع مع السعودية يعد حدثا تاريخيا وهو يرسم مسار إنهاء الصراع العربي – الاسرائيلي، على حد قوله.
يفهم من تصريحي بن فرحان – نتيناهو أن العقبة هو في تخطي السعودية موقفها الرابط بين حل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين والتطبيع، وأن كلا الطرفين ملزم بتقديم تنازلات من أجل تعديل مسار الموقف السعودي الذي بدأ بالفعل.
ومن الواضح، أن واشنطن التي تلعب الدور منفردة في دعم مسار التطبيع السعودي – الاسرائيلي، تحاول إطلاق مبادرة تخص الفلسطينيين، بغض النظر عن نتائجها، عبر إطلاق مسار تفاوضي جديد بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين، دون أن تضمن وصوله إلى نتائج. قد يعتبر الأمر إنجازا سعوديا، يمكن من خلاله للرياض أن تقدم نفسها كراع إلى جانب الأميركيين لتلك المحادثات.