كرة القدم اللبنانية ومشكلة “السمعة”
كفاح فاضل – خاص “الواقع”
إن مهنة التّحكيم من أصعب مهارات كرة القدم بسبب ما يتعرّض له “أصحاب الصّافرات” من ضغوط جماهيريّة وإساءات تصل الى حد التّشكيك في نزاهتم من قبل اللّاعبين أو حتّى المدرّبينَ وأحيانا من إداريّي الفرق الّذين يرون أنّ الحكّام هدف سهل لتلقّي ضربات المهازل التّحكيميّة. وقد زادت أخطاء قضاة الملعب في الأونة الاخيرة ولعبت دورا بارزا في تغيير حتى حامل اللّقب، آخرها كان في إياب الدّورة السّداسيّة للدّوري اللّبناني في مباراة النّجمة والعهد بعد احتساب الحكم علي الرضا ضربة جزاء غير صحيحة للفريق النّبيذي، والّتي تسبّبت في ارتفاع أصوات إداريّي فريق العهد بوجه لجنة التّحكيم .
أضف إلى ذلك، فإن الأخطاء التّحكيميّة في المباريات السّابقة استدعت من بعض الفرق تقديم انسحابهم من الدّوري. ولا يعدّ التّحكيم المشكلة الوحيدة ضمن المستطيل الأخضر، بل أيضا المراهنات الّتي تقودها الفرق في أهمّ المباريات، كما حدث في الأدوار المؤهّلة من الدّرجة الثّالثة الى الثّانية، والسّماح لهم بقبول الرّشاوى مقابل خسارة فريقهم لمنع الفريق المنافس من الصّعود ما يؤثّر سلبا على النتائج؛ وهذا ما استدعى إدارة الفرق للاجتماع و تقديم المستندات الى الاتّحاد لمعالجة الموضوع.
ويجب أن لا ننسى القرارات التّعسفيّة الّتي يصدرها الاتّحاد بحقّ جماهير أندية لبنان بمنعهم من الحضور لمباريات فرقهم ودفع غرامات مالية.
وأمام هذا الواقع الأليم، لا زال مبنى الاتّحاد في فردان صامتا اتجاه صيانة الملاعب لاستيعاب الجماهير الكبيرة. وكذلك بروز مشكلة الحماية الأمنية اللّازمة للّاعبين والتي تعتبر شبه معدومة كما يؤكد كثيرون.
وكما الفساد يسري في البلاد ويتآكله، يسري أيضا ضمن المنظومة الكرويّة الدّاخلية. فهناك من يتحكم بـ “لعبة الفقراء” حتّى أصبحت ملطّخة بالفوضى والدّمار. ويبقى الأمل من استعادة المبادرة وتصحيح كامل الأخطاء ليعود إلى كرة القدم اللبنانية وهجها المضيء كما في الماض.
مبارك للزميل كفاح فاضل نشاطه الاعلامي المهم… إلى مزيد من العطاء.