تقدير موقف أولي حول العملية العسكرية المعادية في جنين
تقدير موقف | خاص الواقع
لم تكن العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين مفاجئة. العدو كان يلمح لها، بل تؤكد تسريباتها أنه ذاهب نحوها، لكن الملفت أنه كان يتحدث عن عملية شاملة وواسعة تشمل كامل شمال الضفة الغربية المحتلة، وهو ما لم يحصل.
وعليه يمكن تقدير الموقف على النحو التالي:
- استعاضة عن عملية عسكرية واسعة بعملية عسكرية كثيفة ومحدودة داخل مخيم جنين.
- الدفع بقوات خاصة وبأعداد كبيرة في المعركة بهدف الخسم السريع وتقليل حجم الإصابات كي لا يثير جبهات أخرى، ربما وفق تقييمه.
- تحديد سقف زمني للعملية العسكرية وهو ساعات وإن احتاج الأمر فلأيام.
من حيث التوقيت، سرب العدو عبر إعلامه ان العملية أقرت قبل أسبوعين أي عند وقوع قواته بكمين محكم في جنين، وهي كانت متوجهة نحو تنفيذ عمل عسكري.
من الواضح أن لا أهمية كبيرة للتوقيت، كون الأمر متوقع وشبه معلن، لكن الملفت أن حجم القوات التي زج بها في عملية “البيت والحديقة” فجر الإثنين، قريب من عديد وحجم القوة التي كانت متوجهة نحو جنين قبل أسبوعين ووقوع جزء منها في الكمين، وكذلك فيما يتعلق بالأهداف المشتركة. وكذلك استخدام سلاح الجو يومها، ثم القول لاحقا إنه استخدم لفك الحصار عن القوة التس وقعت فس الكمين، ويبدو أنه ليس صحيحا بشكل كلي.
وعليه، وفق تقدير الواقع فإن العدو كان يومها متجها نحو تنفيذ عملية عسكرية محدودة ومكثفة لكن وقوع قواته بكمين جنين المحكم دفعه إلى العدول عنها وتأجيلها لدراسة وقائع ميدانية طرأت أمامية، وهو ما يفهم منه زج جرافات مصفحة وبأعداد كبيرة، وصل إلى ١٥، في مقدمة القوات التي بدأت العمل في جنين فجر اليوم.
وفق تقدير الواقع، فإن احتمال انزلاق المواجهة وتوسعها، وربما دخول جبهات أخرى، على أقرب تقدير جبهة غزة، هو أمر متوقع، والعدو يتوقعه وهو ما يفسر استنفار القبة الحديدة وتسريب أنباء عبر إعلامه تفيد بتوجيهه تحذيرات لحماس والجهاد في غزة لعدم إطلاق صواريخ لأنه سيرد بقسوة. في هذا الصدد، يمكن التقدير بأن احتمال الإنزلاق أمر وارد وتقدير الأمور تقع على عاتق فصائل المقاومة في غزة وغير غزة والتي تراقب عن كثب، حتى وإن كان العدو يحاول حصر عمليته العسكرية والعمل بشكل دقيق لعدم توسعها.
وفيما يتعلق بكتائب المقاومة في جنين ومخيمها، من الواضح أنها أعدت نفسها لمثل هكذا عمل، باعتبار أنه ليس مفاجئا، وعملياتها حتى الساعة إن بمنع توغل قوات العدو داخل المخيم أو استهداف آلياته وجرافته بعبوات ناسفة وتوثيقها، تؤكد جاهزيتها لخوض معركة لأيام طويلة، خصوصا أنها اكتسبت خبرات على مدى العامين الماضيين في التعامل مع التوغلات بمختلف مستوياتها.
يبقى مراقبة الموقف وتطوره من أجل البناء عليه.