صنعاء “تتذمر” من المماطلة السعودية .. هل حانت مرحلة “الخطوات الضاغطة”؟
تحليل – خاص الواقع
“أنا أشرف على المفاوضات وقد توقفت عند صرف المرتبات، نريدها من ثرواتنا النفطية، والسعودي يريد دفعها منه”، موقف واضح أعلنه الرئيس اليمني مهدي المشاط، وهو أكد رسميا ما كان يتم تداوله عبر تسريبات إعلامية.
موقف المشاط، بصراحة، عبر عن حالة تذمر في صنعاء، خصوصا أنها منحت فرصا للمسار التفاوضي منذ عام ونيف وحتى بعد انتهاء الهدنة. لوحت بورقة القوة أكثر من مرة، وهي جادة في ترجمتها. وشخصت واقع المشهد، هي ترى تدخلا أمريكيا معرقلا، وكذلك نيات سعودية غير سليمة تجاه اليمن، عبر عنها مشهد دعم “مجلس حضرموت الوطني” كترجمة لمشروع “أقلمة” اليمن بما يناسب مصالح سعودية أمريكية في ذات الوقت.
طوال المرحلة الماضية، فتحت صنعاء باب التوصل لحلول إنسانية تشكل مقدمة للحل السياسي، طالبت بالمرتبات من الثروة الوطنية، وبفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة. وما نفذ يعد القليل القليل. لكن معركة صنعاء هي استعادة حق السيادة أو قرار السيادة، وهو هدف المعركة الأكبر الذي يجب تحقيقه، وهو ما يطرح السؤال التالي: إن كانت السعودية غير قادرة على تنفيذ بند المرتبات فكيف ستفي بأمور أكبر منه بكثير؟
في الموقف السعودي، من الواضح أنه يدور ضمن دائرة الرهانات، فالرياض تحاول صرف استعادة العلاقات مع طهران في اليمن، وهو ما يعتبر تقديرا خاطئا، فإن كانت صنعاء دعمت التهدئة الإقليمية وتلك العلاقات وراعت ظروف معينة فهذا لا يعني أنها ستستمر طويلا في ذلك، خصوصا أن أعداءها انتقلوا إلى مرحلة ترسيخ أمر واقع جنوب البلاد، محاولين الاستفادة من التهدئة في الإقليم ولو كانت نسبية ومحددة.
وعليه، إن التلويح بالقوة لم يعد كافيا، خصوصا مع تكشف حقيقة الموقف السعودي بل وعدم قدرة الرياض على الالتزام بتوافقات صغيرة كانت أو كبيرة، وبالتالي إن مسار الأمور يؤشر إلى ضرورة الاقدام على خطوات ضاغطة، حسب ما عبر عنها السيد عبد الملك الحوثي قبل ثلاثة أشهر، وتوعد بها.