“إسرائيل” تفصح عن المضمر: غزة غنيمة عقارية!
الواقع – أسرة التحرير | فيما كان قادة العرب والمسلمين يجتمعون في الدوحة بعد العدوان الذي استهدف العاصمة القطرية، كان أقطاب حكومة نتنياهو يعبرون عن المضمر للقطاع ، على وقع قصف عنيف لمدينة غزة كتمهيد لاجتياحها، إذ كشف وزير المالية ” بتسلئيل سمرتريتش” عن بدء تفاوض مع الأميركيين بشأن تقاسم أراضي قطاع غزة، معتبرا أنها “غنيمة عقارية”، ووصف التدمير الممنهج للقطاع بأنه “مرحلة الهدم التي ستليها مرحلة البناء”.
ما تحدث به سموتريتش، ترافق مع تصريح لوزير الأمن القومي “ايتمار بن غفير” يعد فيه ببناء مجمع سكني فاخر على شوطئ غزة مستقبلا.
ولا تنفصل تصريحات بن غفير – سموتريتش عما صرح به دونالد ترامب الرئيس الأميركي، مطلع العام حين وصف قطاع غزة ب”موقع عقاري ضخم” يمكن للولايات المتحدة امتلاكه وتطويره تدريجيا، على حد قوله، يومها.
ومع التصريحات الإسرائيلية المتكررة حول احتلال غزة والإستيطان فيها، يبرز مشروع التهجير لسكانها إلى الواجهة، إذ تسرب بين الحين والآخر معطيات ومعلومات عن مساع لم تتوقف تقودها جهات أميركية وإسرائيلية مع دول في المنطقة وشرق آسيا وأفريقيا لنقل سكان قطاع غزة إليها، مع تقديم حوافز مالية وإغراءات اقتصادية.
الملفت أيضا، أن التصريحات الإسرائيلية، سواء التي تتعلق بضم الضفة الغربية المحتلة، أو “يهودية” مدينة القدس، العاصمة الأبدية ل”دولة إسرائيل”، كما يؤكد بنيامين نتنياهو، أو تهدير سكان غزة، لا تلقى صدى لدى منظومة الدول العربية والإسلامية، حيث يتم الإكفتاء بالتصريحات الرافضة الخالية من أي خطوات عملية، أقلها إقدام الدول التي عقدت اتفاقات “سلام” أو تطبيع، أو تفاهمات أمنية، مع “إسرائيل”، على سحب سفرائها وتعليق الاتفاقيات، وإغلاق الأجواء أمام الطيران الإسرائيلي.
ولعل الموقف الباهت، الذي صدر عن قمة الدوحة، يشكل عامل تشجيع ل “إسرائيل” لمواصلة مشروعها، خصوصا بعد ظهور حجم التردد لدى معظم قادة تلك الدول، ترجم في البيان الختامي، الذي يوحي بترك كل دولة تتصرف كما تشاء في مواجة التهديدات التي تشكلها “إسرائيل”.
وعليه، يبقى لغزة مقاومتها وشعبها، الذي أفشل خطة الجنرالات سابقا، وها هو اليوم يتحدى الآلة العسكرية الإسرائيلية عبر صمود وبقاء ما يزيد من 700 ألف شخص داخل مدينة غزة، فيما تعد المقاومة لمواجهة تعرف أن ما سيليها سيحدد مصير القطاع بأكمله.




