أبرز الاحداثفلسطين المحتلةلبنان

في “إسرائيل” أصوات ترتفع: خذوا تهديدات نصرالله بجدية!

تحليل | خاص الواقع

طوال سنوات الصراع بين الكيان الاسرائيلي والمقاومة في لبنان، شكل السيد نصرالله حالة من المصداقية التامة اتجاه بلده وكذلك عدوه، من خلال قاعدة: “الحرب النفسية الصادقة” أي المقرونة بالقدرة وامتلاك القوة.
قبل عام 2006، وعد السيد حسن نصرالله بأسر جنود إسرائيليين بهدف إطلاق سراح الأسير (الشهيد لاحقا) سمير القنطار ورفقائه، وما إن نفذت العملية حتى أطلق عليها تسمية: عملية الوعد الصادق. في تلك الفترة شكلت العملية في البعد النفسي حالة لدى الإسرائيليين وجمهورهم، إذ بات ما يصدر عن السيد مصداق يجب أن يؤخذ به، وهو ما تجسد أكثر خلال أيام الحرب طيلة 33 يوما.
وما بعد الحرب، بدأ زمن المعادلات الكبرى، استنادا إلى أخذ العبر من تموز 2006، وراكمت المقاومة القوة العددية ثم السلاح النوعي، وكان السيد نصرالله واضحا بأن أي سلاح يخدم المعركة مع العدو ستسعى المقاومة إلى امتلاكه، وهي التي تملك جرأة استخدام هذا السلاح.
في المعادلات، كان السيد يكشف عن قدرات لدى المقاومة عديدا، برا، بحرا، ثم جوا، كان الهدف واضحا، منع الحرب وردع العدو عن أي عدوان، وهو ما أدى غرضه.
كان العدو، ولا زال، يجمع معطياته، قد لا تكون مكتملة لكنه حصل شيئا ما يعطيه صورة عن ما تمتلكه المقاومة من قدرات، وهو شكل عاما مساعدا لفهم الإسرائيليين ما يصدر عن السيد حسن نصرالله من لبنان، وقد يكون كشف بعض الأمور هو جزء من الحرب الأمنية المتصاعدة.
الامثلة كثيرة حول ما أعلنه السيد، والعدو اكتشف لاحقا أو مباشرة صوابيته، وأن خلف أي إعلان أو تهديد او معادلة قدرات موجودة.
نذكر جميعا، أنه في فترات معينة عمل العدو على منع نقل خطابات السيد نصرالله عبر قنواته، لما لها من أثر سلبي على الحالة النفسية لدى الجمهور الإسرائيلي خصوصا في شمال الأراضي المحتلة، لكن ذلك لم يمنع وصول ما يريد قائد المقاومة إيصاله، وهو في كثير من الأحيان يخاظب قادة العدو، خصوصا من هم في مركز القرار. ومنع بث الخطابات لم يمنع المستوطنين من الإعلان في أكثر من مناسبة عن تصديقهم لما يصدر عن قائد حزب الله أكثر مما يسمعونه من قادتهم.
مؤخرا، ومع تصاعد التهديد الإسرائيلي الكلامي والتهويل على اللبنانيين بإعادة بلدهم إلى العصر الحجري، رد السيد نصرالله بالمثل متوعدا الإسرائيلي بإعادة كيانهم إلى العصر الحجري، بل أكثر من ذلك، توعدهم بالفناء ما إن توسعت المواجهة لتشمل كامل المحور.
من المؤكد أن قادة العدو تلقفوا ما تحدث به السيد سريعا، دون أن يعبروا أو تخرج ردات فعل عنهم، لكن الإعلام الاسرائيلي جعل من عبارات السيد الهادئة والقليلة حديث الساعة وفتح الهواء لتحليل مضامين الخطاب وعلى ماذا تبني المقاومة وعيدها.
يقول، نائب رئيس هيئة “الأمن القومي” في الكيان “إيتان بن دافيد”، في حديث للقناة الـ13: “إن السيد نصر الله عدوّ صعب لإسرائيل .. ويُمنع الاستخفاف بقدراته ويجب الإصغاء إلى تهديداته والتعاطي معها بجدية”.
لعل هذه العبارة تختصر مشهد الأثر الذي تركه السيد نصرالله من خلال خطابه لدى قادة العدو، فتحذير “بن دافيد” موجه لرؤوس قد تقدر خطأ ما قصده السيد نصرالله، خصوصا مع التاريخ الطويل من المصداقية التي أرسها في الوعي الإسرائيلي.
المؤكد، أن الأثر من وراء معادلة الفناء المضادة سيتم لمسه سواء خطابات العدو أو سلوكهم، كما حصل في استحقاقات سابقة، ولنا في “وحدة الجبهات” مصداق، حين عمد العدو إلى بدء وضع استراتيجيات تحاكي القتال على أكثر من جبهة في وقت واحد، وذلك بعد معادلة: القدس مقابل حرب إقليمية، التي أعلن عنها السيد نصرالله وأيدتها قوى المقاومة في المنطقة، وهو أمر مبني على جهد عمره سنوات قبل طرح المعادلة علنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى