تقدير الواقع: العدو يستأنف عملياته في جنين .. لماذا يتجنب عملية واسعة؟
تقدير موقف – خاص الواقع
كعادته، سرب الإعلام الإسرائيلي ما أرادت الرقابة العسكرية إيصاله. حديث عن أن “المستوى السياسي أعطى الضوء الأخضر للجيش لاستمرار العمليات في مخيم جنين، وأن ضبط النفس انتهى بعد شهرين من توقف النشاط هناك”.
من الواضح العدو لا زال ضمن دائرة المأزق الأمني في الضفة الغربية المحتلة ولم يتمكن من إيجاد حلول لمعالجته لاعتبارات جمة أبرزها أن العمل العسكري الواسع، أي “سور واقي اثنين”، سيعني تدحرج الأمور وتدخل غزة، وربما جبهات أخرى.
أكثر ما يمكن أن يفعله جيش الإحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة هو محاولة تنفيذ عمليات أمنية، كتلك التي تشهدها بعض المخيمات والمدن، ومنها جنين ومخيمها، أو تنفيذ اغتيالات بحق مقاومين أو “مطلوبين” لديه، كما يسميهم.
وفي الواقع، هو بدأ تنفيذ عمليات، عبر تسلل وحدات خاصة، يتعامل معها المقاومون حين يكشفونها، وهم باتوا أكثر استعدادا ويقظة من أي وقت مضى، ومرد فشل بعض عمليات أمنية وعسكرية إسرائيلية يعود إلى ذلك.
لكن تسريب العدو نيته استئناف العمليات في جنين بعد شهرين من إيقافها، أي بعد معركة بأس جنين يعني التالي:
أولا: هو اعتراف بفشل أهداف عملية “البيت والحديقة” على عكس ما روج يومها، والدليل تصاعد عمليات المقاومة ومحافظاتها على هيكلها التنظيمي.
ثانيا: قد يكون للعدو بنك اهداف جمعه خلال الفترة الماضية ويريد تنفيذه.
ثالثا: أن المقاومة نجحت في الحفاط على هيكلها التنظيمي والعسكري وباتت أكثر قدرة وهي في تطور مستمر.
رابعا: العدو يؤكد بخطوته هذه أنه ليس بوارد عملية واسعة لأنها قد تؤدي إلى ردود فعل أبعد من جنين بل من الضفة بأكملها.
في المقابل، بالنسبة للمقاومة سواء في جنين أو كامل الضفة، او غزة أو لبنان، ليس مفاجئا عودة العدو إلى أساليبه التي يرى فيها ضرورة، ومنها العمل في جنين، وبالتالي إن هناك استعدادات بل وتطوير في أساليب التعامل مع هذا النوع من الاقتحامات والعمليات الأمنية الخاصة.