أبرز الاحداثفلسطين المحتلةلبنان

“هدنة غزة” والجبهة اللبنانية .. هدوء أو مواصلة اشتعال؟

تحليل | خاص الواقع

يكثر السؤال حول واقع ومسار الجبهة اللبنانية مع دخول الهدنة الانسانية في قطاع غزة المحاصر حيز التنفيذ الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة والتي تمتد على مدى أيام قابلة للتجديد.

عندما فتحت المقاومة الجبهة في الثامن من أكتوبر بعد يوم من عملية طوفان الأقصى، وإعلان العدو الإسرائيلي حالة الحرب ضد قطاع غزة، بدأ سيل التهديدات والتهويلات اتجاه لبنان، تحديدا الأميركية منها، مرفقة بتحريك أساطيل نحو شرق المتوسط.

كان واقع الجبهة يحدث عن نفسه، ففتحها مرتبط بحالة الحرب التي أعلنت على غزة وأهلها. كانت المقاومة ترفض التهديد، وتسير نحو الخطوات التي تربك حسابات العدو الاسرائيلي ورعاته، وما تصعيد العمليات في الأيام الأولى، في جزء منه، هو إجابة على التهديدات والتهويلات التي كانت تطلق اتجاه المقاومة.

كان واضحا أن رعاة “تل أبيب” يعملون على محاولة منه التصعيد بهدف إفلات يد “إسرائيل” في غزة، خصوصا مع رفع سقوف كالقضاء على حماس واجتياح القطاع.

تعاملت المقاومة بغموض بناء في موقفها، وكان الميدان يحدث عن نفسه ويشير إلى استعدادات للإحتمالات كافة ومنها الحرب.

لا يخفى أن توسع الحرب في الأيام ال15 الأولى كان مرتفعا، لكن إجراءات المقاومة منعته من جهة، ومن جهة أخرى شكلت حالة ضاغطة على صناع القرار في تل أبيب وواشنطن، وهو ما انعكس في كثير من خطواتهم وقراراتهم، تحديدا في العدول عن عمل بري واسع، وهو أمر يريح المقاومة في قطاع غزة بشكل كبير.

بعد خطاب السيد حسن نصرالله الأول، اتضح شيء من الصورة، فهو حدد مسارين لخطوات المقاومة، وهدفا رئيسيا يتمثل بالعمل على انتصار المقاومة في غزة، وتحديدا حركة حماس.

أعلن السيد حسن نصرالله صراحة وبوضوح أن جبهة لبنان مرتبطة بأمرين، أولهما الحرب في قطاع غزة والثاني هو السلوك الإسرائيلي اتجاه لبنان، متحدثا عن الاستعداد لكل الإحتمالات.

ذهب الإسرائيليون إلى العمل البري، وكان واضحا أنه محدود في شمال قطع غزة، حيث تمكنت المقاومة حتى الساعة من إحباط أهدافه، بل وإيقاع جيش الاحتلال بحرب استنزاف مدروسة من خلال تكتيكات عسكرية هدفها إيقاع أكبر قدر من الخسائر وبالتالي تعطيل أهداف الحرب.

خلال الأيام الأخيرة، رضخ العدو للهدنة المؤقتة، وكان واضحا أنه نفذ شروط المقاومة التي لم تتبدل، وبالتالي تضمنت الهدنة وقفا لاطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات ووقود إلى القطاع ووقف تحليق الطائرات والمسيرات، في الجنوب كليا وفي الشمال لست ساعات يوميا.

مع دخول الهدنة حيز التنفيذ، تنشد الأنظار إلى جبهة لبنان، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن سريان الهدنة في غزة سوف يسري تلقائيا على جبهة لبنان، التي ستدخل في هدوء، كون أحد أهداف فتحها مرتبط بغزة، أما فيما يتعلق بالمسار الثاني أي السلوك الإسرائيلي، فإن المقاومة ستبقي يدها على الزناد للتعامل مع أي خطأ يرتكبه جيش الاحتلال، الذي على ما يبدو يجنح، بدوره، نحو تهدئة هو بحاجة إليها في الشمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى