نتنياهو ومناورة رفح
خليل نصر الله – مختص في الشؤون الإقليمية
لا يسعى بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدوّ إلى وقف الحرب، فهو أعلن ذلك صراحة، مكرّرًا قوله بأنه لن يستسلم وسيواصل الحرب حتّى تحقيق النصر الساحق، كما عبّر.
في مجلس الحرب، لم يتحدث أحد، حتّى الخصوم، عن وقف الحرب مقابل وقف إطلاق النار الكلي، وهو ما يمكن فهمه أيضًا من قبل إيدي أيزنكوت – عضو مجلس الحرب – الذي قال إن القتال قد يستمر لسنوات وإن حماس ترمم قوتها، وإن لا معادلة حول صفقة أسرى مقابل وقف إطلاق النار.
سبقه بني غانتس، الذي يختلف مع نتنياهو في آليات مواصلة الحرب، وليس حول ضرورة مواصلتها، وكذلك حول استراتيجية تخدم المستقبل.
أمام هذه التصريحات وفي ظلّ اشتعال الميدان تحديدًا في رفح حيث يواصل جيش العدوّ عملياته العسكرية، يأتي الحديث عن جولة مرتقبة من التفاوض، قد تبدأ في القاهرة، بعد التحضير لها من قبل رئيس السي آي إيه الذي اجتمع برئيس “الموساد” ورئيس الوزراء القطري في أوروبا.
ما تلا هذا الإعلان، أنباء أوردتها وسائل إعلام “إسرائيلية” عن ليونة، ومررت عبارة حول الموافقة على “تهدئة مستمرة”، وهي كلمة لا يبدو أنها تعنى وقفًا صريحًا للحرب، بل تبقي ورقة الحرب بيد نتنياهو وحكومته، إن وافقت المقاومة عليها.
من جانب المقاومة، لا يبدو أن الأخيرة ومع تراكم الإنجازات الميدانية مقبلة على تنازلات، بل إن مسار الميدان يوحي بإمكانية وجود صلابة أكبر في أي جولة تفاوض مقبلة.
أمام هذا الأمر يبرز بشكل واضح نوع من المناورة “الإسرائيلية” أو ربما الهدف، أي صفقة أسرى مقابل وقف الأعمال العسكرية في رفح حيث تصل قوات العدو، وربما، كما هو واضح، كسب وقت لتحقيق منجز أو صورة نصر في رفح عبر الوصول ربما إلى أسرى أو ما شابه، وهو ما يعد رهانًا خاسرًا، خصوصًا أن عمليات عدة وفي مناطق مختلفة حملت ذات الأهداف ولم يتحقق ذلك، كحال خانيونس، وقبل في مدينة غزّة.
وعليه، إن المجريات الميدانية، وجزءًا من المسار السياسي، لا ينبئان ببوادر إيجابية بقدر ما يبينان حجم المناورة السياسية، كما حصل في السابع من الشهر الماضي عندما قبلت حماس مقرح وقف النار المصري – القطري المدعوم أميركيًّا، ورفضه “الإسرائيليون” سريعًا وعادوا إلى رهاناتهم.
المصدر: موقع العهد