أبرز الاحداثالواقع الاقليميفلسطين المحتلة

الجيش الإسرائيلي يقر: “القضاء على حماس” ليس واقعياً!

تحليل – خاص الواقع

“القضاء على حماس”، أحد أبرز عناوين الحرب على قطاع غزة الذي رُفع أميركياً وإسرائيلياً وغربياً منذ الأيام الأولى لبدء العدوان على القطاع بعد عملية “طوفان الأقصى”.
في المقلب الآخر، إن انتصار المقاومة في غزة وتحديداَ حماس، كان عنوان رئيسي رفعه قادة قوى المقاومة في المنطقة والتي فتحت جبهات الإسناد، وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله الذي كان واضحا وشفافا في خطابه الأول بعد عملية طوفان الأقصى بمدة.
ما رفعه الإسرائيليون ووضعوه عنوانا لحملتهم الجوية ثم البرية، بدأ يتآكل شيئا فشيئا مع طول أمد المواجهة وثبات المقاومة، وهو ما يقر به كثير من الإسرائيليين أنفسهم.
أولى إشارات الفشل كانت في أضطرار العدو إلى الذهاب نحو هدنة انسانية في القطاع قبل شهرين ونيف. هو واقعا فاوض حماس عبر الوسطاء، ونجحت المقاومة في فرض شروطها يومها.
الإشارة الثانية هو عدم الحسم في شمال قطاع غزة، حيث أقر جيش الإحتلال بأن حماس رممت قيادتها هناك، وكذلك استمرار الاشتباك والمواجهات، وتواصل إطلاق رشقات صاروخية وفق الحاجة إلى مناطق الغلاف، بل وأبعد من ذلك.
مع دخول الحرب شهرها الخامس، وفي ظل الحديث عن تفاوض على هدنة طويلة وصفقة تبادل أسرى، بدأت بعض اللغة تتبدل، من القضاء على حماس، إلى القضاء على قدراتها القتالية بما لا يشكل تهديدا ل “إسرائيل”، وفي كلا الحالتين ثمة إخفاق.
في “تل أبيب” تنصب مراكز دراسات، وهو ما يعكسه كتاب ومعلقون، على دراسة إمكانية تحقيق هذا الهدف، والسبل لذلك. هم يجمعون على الحاجة لوقت طويل. بعضهم يتحدث عن سنوات. ثمة إقرار بصعوبة تحقيق ذلك لأسباب كثيرة.
قبل أيام، تنقل القناة ١٢ الإسرائيلية عن مصادر في جيش الإحتلال قولها: “إن القضاء بشكل كامل على حماس ليس هدفا واقعيا في المستقبل المنظور”.
ما قاله المصدر هو فعليا إقرار بالفشل في تحقيق أحد أبرز وأهم أهداف الحرب، وهو يعطي إشارة عن صعوبة ميدانية وعسكرية.
قبل مدة أيضاً، يقول وزير الحرب يؤاف غالانت: “إن جنودنا يخوضون في غزة عملية برية هي الأعقد في تاريخ الحروب”، تصريح يدلل على قدرات الخصم (المقاومة) العالية، والجهوزية التي كان يتمتع بها لخوض هكذا حرب، بل والتكيف معها.
في المحصلة، إن الكيان الإسرائيلي أمام معضلة يصعب حلها تتعلق بالمأزق الأمني الآخذ بالتصاعد على عكس الأهداف التي وضعت للحد منه جزئيا أو الخروج منه كلياً، ولذا فإن المستقبل صعب، ومشهد السابع من أكتوبر قد يتكرر.
وكذلك، ينظر الإسرائيليون والأميركيون إلى أن الإخفاق لن يكون هزيمة في غزة فقط إنما أمام محور مقاومة يمتد من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن وطهران، وهنا الضربة الاستراتيجية الموجعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى