طهران وواشنطن .. تسريع وتيرة التفاوض وتخفيض نبرة التهديد والتهديد المضاد
أسرة التحرير – الواقع | على بعد أيام من الجولة الثانية من التفاوض غير المباشر بين طهران وواشنطن، والتي رست على أرض العاصمة العمانية، تصريحات ملفتة للسيد علي خامنئي الذي أبدى ضرورة عدم التفاؤل المفرط وكذلك التشاؤم المفرط، مع الاشارة إلى أن المراحل الأولى من المحادثات نفذت بشكل جيد، في إشارة ورسالة إلى المفاوض الإيراني.
السيد خامنئي انطلق من ثابتة عدم الثقة بالطرف الآخر نتيحة التجربة، وهو ما يعد إشارة واضحة بأن طهران لا يمكن ان تثق بضمانات شفهية أو حتى مكتوبة، بل بسلوك وخطوات يجب أن تقدم عليها واشنطن.
على المقلب الآخر، يثبت على سلم أولويات إدارة ترامب ضرورة التوصل الى اتفاق مع طهران، وهو ما عبر عنه المبعوث الأميركي “ستيف ويتكوف”، رئيس فريق التفاوض، الذي حضر سلسلة اجتماعات بينها تلك التي جمعته برئيس مجلس الامن القومي ووزيري الخارجية والدفاع، والتي قال بعدها إن أي اتفاق مع طهران يجب أن يحظى برعاية ترامب، في إشارة إلى أن مرجعية التفاوض هو ترامب نفسه و الذي وضع محددات أبرزها ضمان عدم سعي طهرات إلى امتلاك سلاح نووي.
وأميركاً، تحدثت مصادر عن أن ويتكوف ومسؤول الأمن القومي يتحدثان عن ضرورة تقديم واشنطن تنازلات، وهي إشارة أولية عن تراجع الإدارة الأميركية عن شروط محددة ترفضها طهران، منها القوة الصاروخية وعلاقات طهران بقوى المقاومة في المنطقة.
وفي رد على رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، الذي هاجم التفاوض بشكل غير مباشر، أو يمكن القول إنه عبر عن شيء من الخيبة، قال ويتكوف إن واشنطن لا تسعى إلى تفكيك البرنامج النووي الإيرانيي، لكنها تريد ضمان عدم امتلاك طهران سلاحا نوويا من خلال مراقبة صارمة، معيدا طرح ما تضمنه اتفاق 2015 حول درجة محددة لتخصيب اليورانيوم.
ولعل أبرز ما تشير إليه الأجواء هو سعي الطرفين إلى التوصل لاتفاق ودون تسرع، لكن مع تسريع عملية التفاوض، وهو ما يعود إلى حسابات كل من واشنطن وطهران.