إيران لن تغفر اغتيال سليماني .. الصفعة الأخيرة لم تأت بعد !
خاص – الواقع
لا تخفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية نواياها اتجاه اغتيال قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني. الرجل العسكري والدبلوماسي وصاحب الوزن الثقيل في المنطقة الذي اغتالته واشنطن في الثالث من كانون الثاني عام 2020.
طهران وفي كل مناسبة تذكر بما حصل، مؤكد اتباعها منهجية متعددت المسارات من أجل تحقيق الثأر. هي تتابع قضائيا داخليا وخارجيا، وفي ذات الوقت يستمر الحرس الثوري، وعبر قوة القدس مواصلة مسار الشهيد سليماني الهادف إلى إخراج القوات الأميركية من منطقة غرب آسيا.
خلال مفاوضات الاتفاق النووي، التي جرت بعد فوز جو بايدن، عن الحزب الديمقراطي، طالب الأميركيون عبر الأوروبيين بوقف طهران مساعي الثأر لقائد قوة القدس قاسم سليماني ورفاقه، في مشهد حمل دلالات هامة على الخشية الأميركية من تبعات المسألة من جهة، وجدية طهران في الثأر من جهة أخرى. عرض الأميركيون المسألة كسلة من ضمن خطوات تهدف إلى رفع كامل العقوبات عن طهران، لكن الأخيرة رفضت.
ربما، يشخص الأميركيون بشكل صحيح حجم الجريمة التي ارتكبتها إدارة دونالد ترامب، كذلك ثقل قاسم سليماني في طهران وأثر اغتياله الذي عمق مأزقهم، لكنهم يشخصوا خطأ إن اعتقدوا أن طهران يمكن أن تتراجع عن الانتقام، خصوصا إذا ما راجعوا مشهدية تشييع الشهيد سليماني في إيران والمنطقة وما حملته من دلالات لتأثير هذا الرجل، الذي يلاحق الأميركيين حتى بعد استشهاده من خلال غرسه الذي يتلمسونه في المنطقة، وفي الكيان الإسرائيلي، ومع ما تكشف من دوره في تعزيز قدرات المقاومة على امتداد المنطقة.
مؤخرا، تقارب حصل بين طهران والرياض، والرياض ودمشق، وكثير من القضايا بدأت تشهد نوعا من الحلحلة ولو ضمن حدود أو دون اكتمال، لكن ذلك لا يعني تراجع طهران تحديدا عن ثوابت بالنسبة لديها، على رأسها الانتقام لشهيدها قاسم سليماني، ويكفي مراجعة مواقف المسؤولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين في هذا الصدد.
قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، صاحب المكانة العالية في إيران، أكد منذ أيام أنه رغم اغتيال الأمريكيين للحاج قاسم إلا أنهم تلقوا صفعة أولى وسيتلقون الثانية بانسحابهم من المنطقة، مؤكدا أن “الصفعة الأخيرة لم تأت بعد”.
وقال سلامي: “إن ما خطّط له الأعداء لنا قد حدث لهم الآن .. الكيان الصهيوني يواجه اليوم العديد من المشاكل والهزائم”، لافتا إلى أنّ النيران تُمطر هذه الأيام على رؤوس الإسرائيليين من غزة “بينما الصهاينة عاجزون عن فعل أي شيء وأمريكا تركت المنطقة أيضاً”.
تصريحات “سلامي” تحمل عدة مؤشرات أبرزها:
- أن قضية اغتيال الشهيد سليماني أكبر من أن تغتفر.
- أن الرد على اغتيال الشهيد سليماني هو مشروع وليس ردا ضد فرد.
- أن إيران لم تغير من سياساتها اتجاه واشنطن.
- أن الحرس سوايصل العمل على تعطيل المشاريع الأميركية في المنطقة.
- أن قوة القدس ستواصل دعمها للمقاومة بل وهي رأس حربة في مواجهة الكيان الإسرائيلي.
- أن لقوة القدس دور كبير في ما يحصل للكيان الإسرائيلي من أزمات أمنية وغير أمنية.
وعليه، إن إيران التي أكد رئيسيا السيد ابراهيم رئيسي أبان زيارته دمشق على دور الشهيد سليماني في دحر الإرهاب ودعم المقاومة في مواجهة الكيان الإسرائيلي، هي أيضا ماضية في مواجهة التدخلات الأميركية في المنطقة، كما الاحتلال الأميركي لجزء من أراضيها كما هو الحال في سوريا، مهما تبدلت الأحوال، وأن الثأر للشهيد سليماني هو من الثوابت الإيرانية التي لا يمكن التراجع عنها.