أبرز الاحداثالاقليمسوريا

جزء من خطة تركيا: إعادة اللاجئين إلى مناطق الدولة السورية

تحليل | خاص – الواقع

مسألة اللاجئين السوريين في تركيا، المقدر عددهم ب 3 ملايين، جزء بارز من المحادثات التركية – السورية على طريق تطبيع العلاقات.
المعضلة هي تركية بامتياز. كثيرة هي حالة النفور من هولاء عبرت عنها أحزاب تركيا. حتى من حمل لواءهم وتاجر بهم وكان أول من استثمر بالنزوح لاستهداف دمشق، وهو الرئيس التركي، يبحث بكيفية إعادتهم إلى بلدهم، لأنه يحاكي واقعا شعبيا بالدرجة الأولى، وواقعا اقتصاديا، وهو يعرف أن كثيرا من الأمور تبدلت، وأن استفزاز أوروبا بهم ما عاد ورقة رابحة كما في السابق.
بصراحة قالها وزير الخارجية التركي مولود جاوويش أوغلو، في مقابلة مع قناة محلية: نريد إعادتهم ليس فقط إلى المنطقة الآمنة، بل إلى مناطق الدولة السورية.
هو عبر صراحة أيضا عن رغبة أكثر هؤلاء في العودة إلى بلدهم. وبغض النظر إن كان هذا الأمر لتبرير خطوات تركية، لكن ثمة دلالة واضحة على نية تركيا بالتخلص من عبء هذه الورقة، رغم ما يحكى ويلمس من ضغوط أمريكية في هذا الصدد.
أوغلو، كشف أيضا عن أن إعادتهم هو أحد أركان المباحثات الرباعية التي جرت في موسكو مع السوريين بحضور إيران.
صحيح أيضا أن إعادتهم وضعها أوغلو في إطار القانونين التركي والدولي، لكنها أعطى إشارة واضحة عن مصيرهم.
في المقابل، لا يبدو الدولة السورية تمانع، بل تشجع على الأمر، لكنه قد يكون تشجيعا مقرونا بتنازلات تركية تتعلق بالاقتصاد وتخطي العقوبات، لأن الازمة الاقتصادية في سوريا تشكل عبئا كبيرا على الدول والمواطنين على حد سواء.
إن كانت أنقرة جادة وهي فعلا تسعى إلى تنفيذ هذه الخطوة من منطلق مصالحها، فعليها تقديم الثمن، والثمن هو بعلاقات اقتصادية مع دمشق، وهو ما سيسعى الأمريكيون الي تعطيله قدر الممكن.
في المحصلة، بغض النظر عن المسار الذي سيسلكه الأمر، لكن التصريح التركي والكشف عن بحث ملق اللاجئين مع سوريا، يعد ضربة لكل من راهن على أنقرة لإسقاط سوريا، وهو ما يجب أن يشكل دافعا للقوى المعارضة السورية المتواجدة في تركيا والخارج لتغيير سلوكلها والانعتاق من التبعية، كي لا يبقوا أوراقا تتلاعب بها دول لمصالحها، وتطعن فيها الجسد السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى