أبرز الاحداثسوريا

بعد “الباتريوت”، واشنطن توسع نشر منظومة  “هيمارس” شرق سوريا، ما الهدف؟

تحليل – معطيات | خاص – الواقع

نشرت قوات الإحتلال الأميركي منظومة صواريخ “إم 142 هيمارس” في قاعدتين غير شرعيتين لها في شرق سوريا، وهما قاعدة حقل العمر النفطي وقاعدة كونيكو للغاز.

واشنطن، كانت قد نشرت تلك المنظومة في قاعدة “التنف” غير الشرعية جنوب شرق سوريا عند ملث الحدود الأردني – السوري – العراقي في شهر يونيو حزيران عام 2017، أي خلال المراحل الأولى من عمليات “الفجر الكبرى” التي أطلقها الجيش السوري وغرفة العمليات المشتركة للحلفاء لدحة تنظيم داعش الإرهابي. أتى الأمر بعد أيام من تقدم قوات الحلفاء في تلك المنطقة وتعرضها لغارات جوية أميركية تحذيرية.

نشر المنظومة يومها، كان بهدف ردع قوات الحلفاء والجيش السوري التي كانت تتقدم في محاور عدة في البادية السورية نحو مدن دير الزور والميادين والمناطق المتاخمة لغرب الفرات ومعبر القائم – البوكمال.

ومنذ أواخر عام 2017، ومع إخفاق واشنطن في منع سوريا وحلفائها من الوصول إلى القائم البوكمال، تقوم واشنطن بمشاغبات مباشرة وغير مباشرة (عبر مجموعات إرهابية منها تابعة لداعش)، لإبقاء يدها هي العليا، وهو ما تم الرد عليها في أكثر من مناسبة حتى تم تثبيت قواعد اشتباك تفقد الأميركيين شيئا من حرية الحركة، وتلجمهم عن كثير من الاعتداءات.

على إثره، يعيد الأميركيون ترتيب شيئ من أوراقهم الأمنية، وتموضعاتهم، وهو أمر نفذوها أكثر من مرة، ويشي بالنية لمواصلة المشاغة ولو بأساليب أخرى.

وقد برر الأميركيوين نشر منظومة “إم 142 هيمارس” عام 2017 بإسناد قوات محلية ف يمحاربة داعش الإرهابي، وهو تبرير ساقط بحكم نشر المنظومة في أماكن لا عمليات للأميركيين فيها.

يبلغ مدى صواريخ “إم 142 هيمارس” 80 كيلو مترا، وبالتالي إن تبرير نشرها لمواجهة “داعش” اليوم، ساقط أيضا، لاعتبار أن التنظيم الإرهابي ينتشر على شغل مجموعات تخوض حرب عصابات ولا سيطرة لها على مدن ومناطق كما كان الحال في المراحل السابقة لعام 2019.

من حيث مناطق تموضع المنظومة، وهما حقل عمر النفطي الذي يبعد قرابة 15 كيلومترا عن مدينة الميادين غرب الفرات، وقاعدة كونيكو للغاز المتاخمة لمدينة دير الزور (شرق النهر)، ومن حيث المدى التي تتمتع فيه “هيمارس” (80 كلم)، وعدم نشرها في قاعدة “الشدادي” بريف الحسكة مثلا التي تبعد ما يزيد من 200 كلم عن أقرب نقطة للجيش السوري وحلفائه غرب الفرات، يتضح التالي:

  • نشر”إم 142 هيمارس” يأتي ضمن تعزيز قدرات القواعد الأميركية التي تتعرض لضربات ممتالية.
  • وضعها في تلك المنطقة يأتي في سياق المواجهة مع قوات حلفاء سوريا وجيشها.
  • محاولة لتعزيز قدرات “ردع” في مواجهة قوى المقاومة والقوات السورية التي تنتشر في تلك المنطقة.
  • محاولة تعديل في “قواعد الاشتباك” المفروضة هناك والتي تعززت بعد مسيرة “خراب الجير” بتاريخ 23-4-2023، والتي تلاها أياما من القصف المتبادل.
  • تثبيت الوجود غير الشرعي بما يشي بمواصلة العمل على البقاء أطول فترة ممكنة في سوريا، خصوصا مع تعطيل واشنطن الحلول السياسية للأزمة.
  • حسب التوجه الأمريكي، نشر المنظومة يأتي في سياق الإشتباك مع الحرس الثوري الإيراني، الذي تتهمه واشنطن بتموضع في المنطقة، رغم أن وجود المستشارين الإيرانيين هو شرعي وأتي بطلب من الحكومة السورية على عكس الوجود الأميركي.
  • طمأنة الميليشيات المدعومة من واشنطن على رأسها قسد التي تأثرت بالتقاربات السورية – العربية ولديها خشية من التقارب السوري – التركي، وكذلك دعم واشنطن تشكيل ميليشيا “عربية” تحت مسمسى “جيش سوريا الحرة” في الرقة.

في سياق آخر، وعلى صعيد تعزيز القواعد الأميركية – غير الشرعية – وتحصينها، يذكر أن واشنطن نشرت بعد ضربات “عين الأسد” التي تعرضت لها قواتها بعد أيام من اغتيال الشهيدين قاسم سلمياني وأبو مهدي المهندس، منظومة اعتراض جوي من طراز “باتريوت” في قاعدة كونيكو للغاز، وهناك معطيات عن احتمال نشرها أيضا في قاعدتي الشدادي ورميلان، دون تأكيد الأمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى