أبرز الاحداثاليمنفلسطين المحتلة

خطوة يمنية مفاجئة.. المحيط الهندي محرم على السفن الاسرائيلية!

خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص الواقع

لم يدخل ضمن التوقعات، لا من قريب ولا من بعيد، أن تصل صنعاء إلى مرحلة تعلن فيها بدء منع مرور السفن الاسرائيلية المتجهة نحو طريق الرجاء الصالح عبر المحيط الهندي.

في خطاب له، قدم فيه إحاطة حول تطورات العدوان الأميركي الاسرائيلي على غزة، والعدوان على بلاده، أعلن السيد عبد الملك الحوثي عن بدء القوات المسلحة اليمنية فعليا منع السفن الإسرائيلية من العبور عبر المحيط الهندي وبالتالي منعها من العبور نحو طريق الرجاء الصالح، كاشفا عن تنفيذ ثلاث عمليات نوعية خلال الأسبوع الأخير في هذا الإطار ومؤكدا وصول الصواريخ إلى مديات جديدة.

من حيث الشكل، تأتي الخطوة اليمنية في إطار الوفاء بالتصعيد في مواجهة العدوان الأميركي – البريطاني من جهة، ومن جهة أخرى للضغط لوقف العدوان الاسرائيلي المدعوم أميركيا على قطاع غزة، في ظل حالة الحصار الخانق الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، حيث كان السيد عبد الملك الحوثي قد توعد بذلك قبل مدة، وهو ما ترجم في الميدان من حيث كثافة العمليات البحرية ونوعية الاستهدافات والتي وصل عددها إلى 12 عملية خلال أسبوع واحد، ما رفع عدد السفن والبوارج المستهدفة إلى 73 بحسب السيد عبد الملك.

الخطوة اليمنية التي تشكل مفاجأة، تكشف عن قدرات يمنية جديدة، وهو ما كان يعبر عنه الأميركوين بخشية، عندما تحدثوا عن عدم معرفة وتقدير بما تمتلكه صنعاء، وهو ما أكده السيد الحوثي في أكثر من مناسبة عندما تحدث عن عدم تأثر القدرات اليمنية العسكرية بالعدوان الأميركي البريطاني، بل إنها خاضعة للتطوير.

من شأن الخطوة الجديدة، والتي قد تليها خطوات أكبر، أن تزيد من منسوب الضغط على الكيان الإسرائيلي الذي سلم بعدم القدرة، حتى باسناد أميركي، على مرور سفنه في باب المندب نحو ميناء إيلات، لتأتي الخطوة الجديدة وتؤثر على الخط البحري البديل الذي لجأت إليه تل أبيب رغم زيادة كلفة النقل والتأمين.

من جهة ثانية، تعد الخطوة تحديا جديدا للإدارة الأميركية العاجزة عن منع صنعاء من تنفيذ عملياتها البحرية بل والعجز في ردعها، وهو ما تؤكده مجريات الأحداث، إذ أن صنعاء تمكنت خلال الأسبوعين الأخيرين من رفع منسوب عملياتها وتنويعها أكثر من مرة، مع إدخال أسلحة جديدة كالغواصات المسيرة، وتصعيد استخدام الصواريخ البالستية الثقيلة اتجاه أهداف متحركد في البحر. ولعل أبرز ما سيمثل أمام صناع القرار في البيت الأبيض والبنتاغون على حد سواء، هو صورة تآكل قوة الردع في مواجهة قوى المقاومة ودول مقاومة صاعدة كالمين.

إن ما أفرجت عنه صنعاء والخطوة التي أعلنتها تعد ورقة قوة جديدة بيد المفاوض الفلسطيني الذي يستند إلى جبهات الإسناد، إضافة إلى قردته على تعطيل مناورات العدو، لفرض شروطه لوقف النار في غزة ورفع الحصار.

ولا شك أن الخطوة اليمنية تعد مؤشرا على مزيد من التصعيد والذي قد يرتقي درجات خلال المرحلة المقبلة ما لم يتم وقف العدوان على قطاع غزة كما ألمح السيد عبد الملك الحوثي بل وأكده، وهو ما كان أشار إليه السيد حسن نصرالله في كلمة له مساء الأربعاء عن عدم إغلاق الجبهة اللبنانية مهما كانت النتائج حتى وقف العدوان على قطاع غزة والرضوخ لشروط المقاومة الفلسطينية.

إن التحدي بوجه الأميركيين والإسرائيليين يتصاعد ويلقي بظلاله على المستقبل، إذ أن أبرز ما أنتجته تبعات عملية طوفان الأقصى هو كشف الهشاشة الأمنية وقوة الردع سواء لدى الكيان الإسرائيلي أو حتى لدى الوجود الأميركي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى