أبرز الاحداثاليمن

اليمن .. مشروع التقسيم والمزاج الدولي المتراخي

  طالب الحسني – كاتب وصحافي يمني | خاص – الواقع

هل يتغير المزاج الدولي بشأن وحدة اليمن؟ هذه أحد الأسئلة التي تطرح الآن على مستوى النخب السياسية والمتوسطة استنادا على التراخي الأممي بشأن التحركات الفعلية في  الجنوب، إن كان لجهة الترتيبات التي يقوم بها الانتقالي المدعوم من الإمارات، أو لجهة التكتلات “الحضرمية”  والمشاورات التي تحتضنها الرياض منذ أكثر من نصف شهر .

ولعل ما برز على السطح مؤخراً هو أن الصراع الآن جنوبي – جنوبي، أي أن انفصالات متعددة  تتحرك في المحافظات الجنوبية، بمعني أن الشطر الجنوبي من اليمن لن يعود إلى ما قبل عام 1990؛ بل قد يعود إلى ما قبل طرد الاحتلال البريطاني عام 1964-1967. نتحدث هنا على فرض أن الجنوب ترك لتقرير مصيره.

وبعبارة أصح، فإن الاستعدادات الجارية تمهد لحرب أهلية بين محافظات المثلث: عدن، الضالع و لحج، وبين حضرموت وبينهما أبين وشبوة، فالانتقالي لن يكون قويا دون أن يسيطر على محافظات الثروة، على أن هناك توجهات قبيلة وسياسية في أبين وشبوة تتكتل كطرف ثالث، خلافا للمهرة التي سترفض أن تكون هي الأخرى جزءا من حضرموت أو عدن.

حضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي في اجتماع مع وفود حضرموت التي تعقد جلسات  نقاشية في السعودية، أعطى إشارة سلبية للانتقالي وايضا للامارات، مثلما أعطى إشارات سلبية لصنعاء، ذلك أن التبريرات بحضور الإجتماع بأنها كانت لدعم ما يسمى مجلس القيادة الذي شكلته السعودية، لم تكن مقنعة لصنعاء، وفي أكثر من تصريح لقيادات عسكرية وسياسية تعتبر التحركات جزءا من العدوان على اليمن. وتصريحات نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان التي اعتبرت هذه التحركات المشبوهة محاولة أمريكية وأوروبية لتحويل التقسيم إلى ورقة ضاغطة على صنعاء لتحريك الجمود في المفاوضات بعد أن وصلت إلى طريق مسدود بعيد التفاؤل خلال مفاوضات رمضان السعودية اليمنية بوساطة عمانية.

عودة الحرب مرة أخرى، ولربما باتت متوقعة أكثر من أي وقت مضى، سيخلط كل الاوراق إذ أنها ستعود في ظل عوامل كلها تخدم صنعاء عسكريا وسياسيا ، خاصة أن المؤشرات تقول أنها ستكون أكبر بكثير مما تتوقع الرياض وواشنطن، وما سيزيد من قوتها أن أحد عناوينها  هو إفشال مشروع التقسيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى