تقدير “الواقع” حول خلفيات أعمال العدو الهندسية في أطراف “كفرشوبا”
تقدير موقف – خاص الواقع
كابوس اقتحام الجليل وتحريره من قبل المقاومة، شغل المؤسسة الأمنية والعسكرية لدى العدو الإسرائيلي. منذ طلب السيد حسن نصرالله في ١٦-٢-٢٠١١ من المقاومين الاستعداد ليوم قد تطلب فيه قيادة المقاومة منهم السيطرة على الجليل، وجيش العدو يعمد إلى أعمال تحصينية، هدفها إعاقة أي تقدم لوحدات من المقاومة نحو الجليل، وهو ما كان قد أعلن عنه أكثر من مسؤول عسكري إسرائيلي، كان من بينهم، “شلومو بنيدر” قائد فرقة الجليل.
التحصينات الإسرائيلية، والتي تشمل تغييرا في بعض المعالم الجيغرافيا وإنشاء عوازل اسمنتية وحفر خنادق وإحداث “شيارات” صناعية، كلها تصب في ذات الهدف، وهو منع المقاومة من العبور، خصوصا مع تمكن العدو وفق تقديراته ومعطياته أن مسألة “الدخول” إلى الجليل من لبنان هي ضمن سلم أولويات المقاومة في حال نشوب حرب واسعة.
مؤخرا، ومع الحديث عن وحدة الساحات والجبهات، ومع حديث السيد نصرالله عن مئات آلاف المقاتلين ومن دول عدة، اتضح أن لدى العدو تقديرات “محسنة” تفيد بإمكانية أن تكون مساحة المواجهة البرية أوسع، في حال نشوب حرب واسعة عل# الجبهة الشمالية، وقد تمتد من رأس الناقورة إلى حدود لبنان مع الأراضي السورية كحد أدنى، أي إن منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة تقع ضمن دائرة عمل المقاومة الاستعدادي.
تقدير العدو يأتي في سياق ما يتلمسه من استعدادات ومحاكاة تقوم بها المقاومة على طول الحدود، بعضها شهده أبان “التوتر” الذي رافق مفاوضات تحديد المنطقة البحرية الاقتصادية غير المباشرة مع لبنان.
وعليه، إن أعمال العدو الهندسية والتحصينية تمتد على طول المنطقة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة. وفي هذا السياق تأتي أعمال العدو الهندسية والتحصينية في الجزء المحتل من بدلة كفرشوبا.
وعلى اختلاف باقي منطقة الحدود، فإن الأعمال الإسرائيلية المعادية في تلك المنطقة دونها مخاطر، لاعتبار أن لبنان لا يعترف بخط الانسحاب فيها، ويعتبرها أرضا محتلة، وهو ما يعطي موقف قوة أكبر للمواطنين والجيش اللبناني والمقاومة التي تراقب أعمال العدو عن كثب.
إن استمرار العدو بأعمال لن يكون سهلا، خصوصا مع إصرار أبناء تلك المنطقة الحدودية على المواجهة، ولو أدى ذلك إلى اشتباك.
في هذا الوقت، من البديهي أن تكون المقاومة حاضرة في المنطقة، تراقب عن كثب، وقد تتصرف وفق مجريات الأمور، إلى جانب جنود وضباط الجيش اللبناني الذين يتصدون للعدوان للإسرائيلي.