دول الخليح تتراجع عن التزاماتها: ندعم وجود أميركا العسكري في سوريا!
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع
سريعا، تتكشف المواقف الخليجية اتجاه سوريا. العودة إلى دمشق واستعادة العلاقات معها لا تعني تبدلا كبيرا في المواقف. هي تهدئة تلبي طموحات آنية واضحة. وشيئا فشيئا يتضح أمام الرأي العام العربي أن الاندفاعة اتجاه دمشق من قبل دول شريكة للولايات المتحدة وتدور في فلكها لم تخرج عن السقوف الأميركية الموضوعة لها، أو تمس مصالح أميركية حتى وإن كانت تضر بدولة عربية شقيقة هي سوريا.
تعاني دمشق من الاحتلال الأميركي، كما الاحتلال التركي، وكذلك الإحتلال الإسرائيلي، ووجود بؤر إرهاب مدعومة خارجيا، ولا يخفى على الدول العربية الأمر، خصوصا من شارك في العدوان على سوريا، وعاد إليها مؤخرا بعد فشل رهاناته ومشاريعه.
يمكن القول إنها عودة منقوصة طالما لم تساهم هذه الدول، الخليجية تحديدا، في إصلاح الضرر الذي لحق بسوريا نتيجة سياساتها العدائية منذ عام 2011 واصطفافها إلى جانب واشنطن التي خاضت ولا زالت حربا متعددة الأوجه ضد سوريا.
في اللقاء الخماسي، الذي عقد في العاصمة الأردنية في الأول من أيار الماضي، التزمت الدول المشاركة فيه وعلى رأسها السعودية بتبني ضرورة خروج القوات الأجنبية من سوريا، وهو ما فهم يومها على أنه مطلب سوري نجحت دمشق في إدراجه ضمن البيان الختامي، وبالتالي، تحصيل اعتراف بعدم شرعية تلك القوات الأجنبية وعلى رأسها قوات الإحتلال الأميركي.
وفي قمة جدة العربية التي حضرها الرئيس السوري في 18 أيار الماضي، أشار البيان الختامي إلى احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا، وما يعنيه ذلك من رفض التواجد الإرهابي على أراضيها وكذلك أي قوة عسكرية أتت دون إذن أو طلب من دمشق.
إذا، نحن أمام إجماع عربي على ضرورة احترام وحدة وسيادة سوريا ورفض الارهاب والحركات الإنفصالية، وهو ما يجب أن يحترم بل يتم اسناد سوريا في التخلص من الاحتلال والارهاب.
لكن يبدو واضحا أن الأميركيين الذين يرفضون علانية التقارب العربي مع سوريا، تحديدا من قبل شركائهم، عملوا سريعا، ليس على إبقاء دول الخليج ضمن التوجهات الأميركية في كثير من القضايا ومنها سوريا، بل تحصيل التزام منها بدعم سياساتهم المعادية في المنطقة ومنها في سوريا.
خلال زيارته إلى السعودية قبل أيام، اجتماع وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكين” مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وصدر عن الاجتماع بيان تناول قضايا هامة في المنطقة منها سوريا.
ورد في البيان السباعي في القسم المتعلق بسوريا البند التالي: “تأكيد الدعم للقوات الأمريكية وقوات التحالف التي تعمل على تحقيق الهزيمة لداعش في سوريا”. هذا التأكيد أو الإلتزام يبين التالي:
- أن دول مجلس التعاون الخليجي ومنها السعودية، تراجعت عن ما ورد في بيان قمة جدة، والاجتماع الخماسي الذي سبقها في الأردن فيما يتعلق بالإحتلال الأجنبي لأراضي في سوريا.
- أن الإلتزام الخليجي بدعم الوجود الأميركي غير الشرعي، الذي تبرره واشنطن بمحاربة داعش، يؤكد أن الاندفاعة نحو دمشق لم تخرج عن السقوف المرسومة أميركيا لهم.
- أن إعادة العلاقات مع سوريا وإعادتها إلى الجامعة العربية يخدم مصالح مرحلية.
- أن دول مجلس التعاون لن تتمكن من معارضة العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق وهو ما يعمق أزمة الشقيقة سوريا الإقتصادية.
- أن دول مجلس التعاون ومعها دول عربية تدور في الفلك الأميركي تقدم مصالح واشنطن على المصالح العربية وهو ما يضر بأحد عناوين قمة جدة: العمل العربي المشترك.
تنويه: كان موقع الواقع قد تناول في حلقة له بيان الأردن الخماسي وفند مضمونه ليخلص إلى نتيجة واحدة: سقوف أميركية حكمته.
نرفق حلقة الواقع مع خليل نصرالله التي تناولت البيان: