تطوير صواريخ في الضفة .. هاجس يلاحق المؤسسة الأمنية الإسرائلية
تحليل – خاص الواقع
في أكثر من مناسبة، عبرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن خشية من تطوير برنامج صاروخي في الضفة الغربية المحتلة، شبيه ببرنامج الصواريخ في قطاع غزة.
مطلع الشهر، بثت القناة 12 الإسرائيلية، تقريرا مطولا تحدثت فيه عن مخاوف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تطوير برنامج صواريخ في الضفة قد يفرض “توازن رعب جديد” مشابه لتوازن الرعب المفروض من قبل المقاومة في قطاع غزة. وبغض النظر عن السياقات التي وضعها تقرير القناة لبرنامج تطوير صواريخ والجهات التي تقف خلفه، والتي كانت تحمل أبعادا سياسية، إلا أنها استندت إلى تقارير استخبارية حول وجود مساعي من هذا النوع لدى مقاومين في الضفة.
وكشف رئيس الشاباك، ضمن تقرير القناة، عن اعتقال خلية مقاومة كانت تخطط لتطوير بنية تحتية للصواريخ قادرة على التطور لضرب مواقع في الخضيرة وكفر سابا والعفولة ومناطق في الداخل المحتل قريبة من منطقة جنين – طولكرم – قلقيلية.
إضافة إلى ذلك، رصد أكثر من مشهد لصواريخ بدائية تنصب وتطلق باتجاه مستوطنات في الضفة، منها صاروخ أطلق باتجاه مستوطنة “شاكيد” قبل شهرين تقريبا.
يوم الإثنين، 26-6-2023، بثت مجموعة مقاومة مشاهد لإطلاق صاروخين بدائيين، من منطقة جنين باتجاه مستوطنة “رام أون” في جلبوع. وبحسب المعلن، فإن المجموعة تنتمي إلى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
خلال الفترة الماضية، كان واضحة أن المؤسسة الأمنية تحاول إحباط عمل من هذا النوع، لأن تطوره قد يؤدي إلى إخلال في التوازن القائم في الضفة الغربية المحتلة، بحسب تصريحات إسرائيلية، لكن المزيد من محاولة إطلاق الصاوريخ وتوثيقها يؤشر على أن المقاومة ماضية في تطوير برنامج من هذا النوع وهو ما سيزيد من قلق الإسرائيليين.
على خلفية الصواريخ التي أطلقت يوم الإثنين، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية تنتظر حدثا يكسر التوازن في جنين لبدء عملية عسكرية، ربما في إشارة إلى احتمال أن تكون هناك خطوات تطوير صواريخ تتخطى ما تبينه المقاومة اليوم، وأن ما تطلقه هو في إطار التجارب العينية ليس إلا.
لا شك أن المقاومة التي نصبت كمين جنين المدروس، والذي يعد نقلة نوعية أربكت حسابات العدو، والتي تواصل تنفيذ ضربات مشاغلة رغم استخدام العدو سلاح المسيرات في عمليات الملاحقة والإغتيال، تقوم بأعمال تطوير عملها وعدتها ووسائل قتالها وقد تكون الصواريخ من ضمنها.
اللافت أيضا، أن إطلاق الصاروخين يوم الاثنين، تزامن مع إقرار العدو تعزيز قواته في الضفة الغربية المحتلة بكتيبتين جديدتين ما يرفع عدد كتائبه العسكرية المقاتلة هناك إلى سبعة وعشرية. ويعد تزامن اطلاق الصاروخية مع تعزيز العدو قواته في الضفة، رسالة تحد واضحة مفادها أن أي أعمال عسكرية معادية لن تقف حائلا أمام تطوير المقاومة عملها وسلاحها.
في المحصلة، لا يمكن استبعاد تطوير المقاومين في الضفة الغربية المحتلة برنامج صاروخي، خصوصا أن إرادة من هذا النوع متوفرة، والإمكانات ليست عائقا، تماما كما حصل مع بدء تطوير المقاومة في غزة برنامجها انطلاقا من صاروخ قسام الذي لم يتعد مداه بضع كيلو مترات وصولا إلى صاروخ عياش 250 الذي يبلغ مداه 250 كيلومترا وقد استهدف مطار رامون في إيلات أبان معركة سيف القدس مايو 2021، وما خفي هو أعظم.