أبرز الاحداثسوريا

الجيش السوري وحلفاؤه .. تثبيت “معادلة إدلب” بالنار!

تحليل – خاص الواقع

لا ينفصل التصعيد في إدلب  شمال غرب سوريا عما يجري في شمال شرقها وبعض مناطق جنوبها، ولا يمكن تبرأة واشنطن منه، خصوصا مع ما يتوفر من معلومات حول نسج علاقة متقدمة بهيئة تحرير الشام الإرهابية بدأت قبل ثلاثة أعوام بمعية الاستخبارات البريطانية.

تصعيد النصرة منذ ما يقرب الثلاثة أشهر، كان مرتبطا بتطورات سياسية، وهو أتى كأحد ردود الفعل الأميركية على احتمال تطور العلاقة بين دمشق وأنقرة عبر الوساطة الروسية – الإيرانية، وكذلك فتح منطقة إشغال للجيش وحلفائه تغير من أولوياتهم المتجهة شرقا.

قبل شهرين، عمل الجيش السوري وحلفائه على توجه ضربات موجعة لتنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي، وكان الهدف ردعه ودفعه للتراجع، خصوصا أن لا قرار حتى الساعة بعملية شاملة في المحافظة التي تشكل أحد أكبر بؤور الإرهاب في سوريا.

انكفأت الهيئة قليلا، قبل أن تعاود تصعيد عملياتها، في أرياف إدلب وريف حلب الغربي، وكذلك ريف اللاذقية الشمالي، مستخدمة أيضا أسلوب المسيرات لاستهداف القرى الآمنة. وعمدت إلى تنفيذ عمليات إنغماسية في أكثر من مكان، وقصف مدفعي وبراجمات الصواريخ، محاولة تغيير بعض الوقائع على الأرض، لكنها لم تحقق أي نتيجة في هذا الصدد.

إلا أن الهدف الأبرز، وفق معطيات ميدانية خاصة ب “الواقع”، هو محاولة تغيير المعادلة القائمة في منطقة خفض التصعيد منذ عمليات الجيش والحلفاء التي توقفت في 5 مارس عام 2020، عبر جعلها منطقة استنزاف للجيش السوري وحلفائه، وهو يحقق مصالح أميركية بالدرجة الأولى، تتمثل بإبقاء التوترات قائمة غرب سوريا، بالتزامن مع تسعير الأمور جنوبا، بما يريح القوات الأميركية الاحتلالية شمال شرق البلاد.

خلال الأيام الماضية، نفذ إرهابيو الهيئة هجمات عدة وعلى أكثر من محور، أسفرت عن سقوط شهداء في صفوف الجيش العربي السوري، خصوصا في ريف ادلب الجنوبي، ما استدعى ردا سوريا – روسيا مشتركا.

الملفت، أن الرد هذه المرة أخذ شكلا تصاعديا وعنيفا، وتم توجيه ضربات مركزة في عمق إدلب، إحدى الضربات كانت عبارة عن عملية أمنية شاركت فيها مسيرات الجيش العربي السوري والطيران الروسي بعد توفر معلومات دقيقة عن تجمع كبير لإرهابيي النصرة بينهم قادة.

يهدف الجيش السوري وحلفائه – كون لا قرار بعملية عسكرية واسعة – إلى تثبيت نوع من الهدوء والردع عبر استخدام قوة نارية كبيرة، وهو ما ترجم في أكثر من مكان وشمل أرياف إدلب الجنوبي والشمالي، وامتد إلى ريف حلب الغربي.

ووفق معلومات ميدانية، فإن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يتكتم عن حجم خسائره، وسجل تراجعا في اندفاعاته، في وقت يتواصل القصف السوري المركز برا وجوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى