أبرز الاحداثالواقع الفلسطيني

القسام .. تثقل على جيش العدو براً بما يعطل أهدافه!

تحليل | خاص الواقع

قبل عشرة أيام، بدأ جيش العدو الإسرائيلي توغلات برية في مناطق شمال وشمال غرب وشمل شرق غزة. باغتته كتائب القسام بضربة أولى عبر استهداف عربة نمر قتل كل من فيها، قبل أن يعترف كيش العدو لاحقا بمقتل تسعة من طاقمها.
سبق تلك العملية توغلات محدودة. كانت استطلاعا بالنار، واسفرت عن مقتل عدد من الجنود وجرح آخرين باعتراف العدو.
ما جرى كان مؤشرا على عملية برية صعبة، لا يخفي جنرالات العدو وساسته ذلك، لكنهم مضطرون للذهاب إليها، وهو ما حصل، ولكن الملفت هو التكتم على الخسائر البشرية والمادية خلال التوغلات، قبل وبعد توسيعها، والتي تؤكد بيانات القسام والمشاهد التي تبثها أنها كبيرة.


قبل بدء عمليات البر، بمرحلتيها الأولى والثانية، توعد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة جيش الإحتلال. وفي أكثر من مناسبة خاطبهم قائلاً: أتهددوننا بما ننتظره؟!
ولم يكن وعيد الناطق باسم القسام ضمن خانة الحرب النفسية الدعائية، إنما مبني على قدرات القسام وما أعدته عدة وعديداً وتجهيزاً لملاقاة قوات العدو في أي نقطة يتقدم إليها على امتداد القطاع.
بدأ العدو بتوغلات في المناطق المفتوحة، إن شمال شرق مدينة غزة أو شمال غربها وشمالها، ومن ثم التوغل جنوبها لقطع التواصل بينها وبين باقي القطاع.
طوال مراحل تطوير العدو عملياتها، كانت كتائب القسام وضمن خطط مدروسة تضرب بشكل قاس، تباغت دباباته وناقلات جنده وجرافاته وجنوده بقذائف ياسين ١٠٥ الكمائن المتقدمة،وتنفذ عمليات مناورة برية وأخرى خلف خطوط العدو كما حصل في “إيرز” مطلع الأسبوع الماضي.
مع تطوير العدو علمياته، طورت المقاومة بدورها من
أسلوبها التكتيكي وأدائها، وساعد تقدم العدو إلى حدود مناطق مأهولة، إن في بيت حانون، أو شمال غرب غزة، المقاومة على زيادة الضربات عبر عمليات الالتحام بعد تحيد العدو سلاح الجوي والمدفعية خصوصا مناطق الاشتباك المباشرة.
وكما هو واضح من خلال بيانات القسام والمشاهد التي تبثها أن خسائر العدو في الدبابات والآليات كبير جدا، إذ تخطى عدد الدبابات المدمرة أو التي تم إعطابها الأربعين كأقل تقدير، ناهيك عن عشرات الآليات بين جرافة وناقلات جند من أكثر من طراز.
وعليه صعد الخسائر البشرية، اعترف العدو بمقتل ٢٥ جنديا وإصابة العشرات، جلهم من لواء النخبة “جفعاتي”، فيما تشير المعطيات إلى أن العدد أكبر من ذلك بكثير، ويتعمد العدو إخفاءه عن الجمهور لأسباب عدة، ناهيك عن مقتل مرتزقة عادة لا يضعهم العدو ضمن إحصاءات جنوده.
من يراقب حركة العدو في الميدان يلحظ عدم قدرته على التثبيت، خصوصا داخل الأحياء عند الأطراف، أو في مخيم الشاطئ شمال غرب مدينة غزة، حيث الكم الكبير من الخسائر في صفوف قواته وقعت هناك، ومواجهته مقاومة عنيفة على مدى أيام.
ورغم القوة النارية التي استخدمها جيش الاحتلال قبل تطوير توغلاته، يلاحظ أن المقاومين يخرجون له من تحصيانتهم من كل حدب وصوب، وهو ما يبين مدى الجاهزية لدى كتائب القسام وفصائل المقاومة الأخرى، والإعداد الذي امتد لسنوات طويلة.
ومن الواضح أن القسام تدير التصدي للمعركة البرية بما يخدم أهدافها، فهي تركز على تعطيل أهداف العدو العسكرية وكذلك طاقمه السياسي الذي يسعى إلى تحقيق منجز يساعده في أي مسار تفاوضي، إن كان آنيا فيما يتعلق بما يحكى عن “هدنة إنسانية” أو على المدى الطويل إن تحركت وسائط وقف إطلاق النار.
وهنا يسجل للقسام القدرة على التحكم بالمعركة البرية، التي تدرك أن إطالة إمدها لن يكون في مصلحة العدو الذي لن يتحمل خسائر تفوق المتوقع أو المحسوب، وكذلك تصاعد الاعتراضات الداخلية والضغوطات المتعلقة بأسراه ومحتجزيه في غزة، وهو الذي وعد للجمهور بتحريرهم ووضع الأمر كأحد عناوين “العملية البرية”.
وبالتالي، إن القسام تثقل على العدو في ميدان البر بما يحاكي تحقيق أهدافها من جهة، وإفشال أهداف العدو العسكرية والسياسية على المديين القريب والبعيد من جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى