ايرانسوريافلسطين المحتلة

زيارة رئيسي إلى دمشق .. تحبط “تل أبيب”!

خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع

قبل 20 عاما، وفي زيارة وزير الخارجية الأميركي الراحل “كولن باول”، وضع أمام الرئيس السوري بشار الأسد ورقة شروط، تتضمن أمورا تغير من تموضع سوريا الإقليمية، أهم ما علم منها هو فك  العلاقة بين سوريا وإيران ووقف دعم المقاومة في فلسطين ولبنان. الشروط التي رفضتها دمشق كانت تحاكي مصلحة “إسرائيلية” بأمتياز، ففك العلاقة مع طهران ووقف دعم المقاومة، يعني تلقائيا خطوة رئيسية لتصفية القضية الفلسطينية.

مع اندلاع الأزمة في سوريا عام 2011، ومحاصرتها، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وفرض العقوبات غربيا وأوروبيا وعربيا، وضع شروط مماثلة لورقة كولن باول، وهذه المرة لم تكن فقط أميركية، إنما عربية، وهو ما رفضته دمشق أيضا، وخاضت المواجهة ولا زالت.

في الظروف الصعبة، وفي ظل الهجمة القوية، كانت طهران على رأس الدول الداعمة، عدة، عديدا، ودماءا، لسوريا، في مواجهة الحرب التي وصفت بالكونية عليها.

مع التحول الذي طرأ ميدانيا، وفق الاصطفاف الذي بدأ يتبلور منذ عام 2015، وانقلاب موازين القوى لمصلحة سوريا وحلفائها، بدأت اللغة العربية تحديدا، تتبدل، فيما اللغة الإسرائيلية كانت تتصاعد، لاعتبار أن أهدافا استراتيجية كانت تطمح تل أبيب إلى تحقيقها بمعاونة واشنطن ودول عربية، لم تتحقق، على رأسها العلاقة بين دمشق وطهران.

خلال المرحلة الأخيرة، الإخفاق الإسرائيلي المتزايد بدأ يعبر عن نفسه أكثر مع نحاج طهران والسعودية باستعادة العلاقات بينهما، ثم الانفتاح السعودي، ولو بحدود معينة، على دمشق.

ترى تل أبيب التي كانت تطمح لمقاتلة طهران عند حدودها، أن الأخير باتت عند حدود الكيان، بل وفي قلبه، وهو ما تعبر عنه في الحديث عن التهديد الأمني المتصاعد بوجهها في أكثر من ساحة، برا وبحرا. ولا يخفي، في المقابل، محور المقاومة أهدافه الاستراتيجية في تصعيد المواجهة ضد الوجود الإسرائيلي المحتل لفلسطين.

وفي ظل الانفتاح الذي تشهده المنطقة، أتت زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى سوريا، لتشكل عنوانا للعلاقة السورية الايرانية، التي أريد الإطاحة بها، فإذا بها تتطور في أكثر من مجال، وعلى أكثر من صعيد.

تعبر “إسرائيل” صراحة عن الإحباط، وهي تشاهد تموضعا لقوى أرادت تفكيكها وتدميرها عبر حروب هجينة، وفي دعم الإرهاب، تتعاضد أكثر فأكثر وتخرق الموانع في المنطقة وتصل إلى هذا الحد.

لا يجب أن ننكر على الإسرائيليين إحباطهم، هم محقون في ذلك، خصوصا بعد التصريحات الواضحة للرئيس الإيراني من قلب دمشق والمتعلقة بالقضية الفلسطينية ودعم المقاومة والعلاقة مع سوريا، كمقدسات إيرانية وثوابت وطنية لا يمكن الحياد عنها.

إن إحباط “تل أبيب” ينطلق من ثابتة وهي أن زيارة رئيسي توازيا مع تثبيت الجزء الأكبر من “وحدة الساحات”، رفعا من سقف التحدي في المنطقة، وشكلا مزيدا من الضرب في “قوة الردع” الإسرائيلية التي باتت عاجزة عن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى