ماذا عن تسريب فحوى اجتماع أمني حاسم في “تل أبيب”؟
خليل نصرالله – خاص الواقع
تسرب “يديعوت أحرونوت” تفاصيل اجتماع وصفته ب “الحاسم” لقادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية توصلوا فيه إلى أن الحرب في غزة وصلت إلى “طريق مسدود”.
تقول إن قادة الأجهزة أجمعوا على أولوية استعادة الأسرى مقابل عودة الفلسطينيين لشمال القطاع دون شروط والانسحاب من نتساريم.
وتقول إن الاجتماع عقد قبل 11 يوما وشكل نقطة تحول في الموقف الإسرائيلي من صفقة التبادل، وقد شارك فيه وزير الحرب ورؤساء هيئة الأركان والشاباك والموساد ومسؤول ملف المفاوضات
من الملفت، حسب ما أوردت “يديعوت أحرونوت” أن “المسؤولين خلصوا إلى أن الحرب وصلت لطريق مسدود”، وأنهم “خلصوا للنتائج تزامنا مع عدم إمكانية التوصل لاتفاق بشأن جبهة الشمال دون تهدئة بغزة”.
وتذكر أن “المسؤولين رأوا أن الجيش لا يخوض حربا فعلية في غزة ونتنياهو وبن غفير يتجاهلان هذه الحقيقة”.
من حيث المضمون، هو تسليم بالهزيمة الإستراتيجية أمام المقاومة الفلسطينية، والعجز عن تحقيق أهداف الحرب، والأهم هو التسليم بجدوى فعل الجبهة الشمالية التي فتحها “حزب الله” في الثامن من اكتوبر الماضي. فمن الواضح أن التقديرات الأمنية – وهو أمر كنا نلمسه ونصوب عليه – تأخذ اعتبار الجبهة الشمالية في كل تقدير يخص #غزة.
والأهم، وهو واضح، أن العدو الذي هول بالحرب حاول وما زال تجنبها نتيجة وقائع عدة ليست لمصلحته، وفي بعص الأمور عجز عن تغيير الوقائع، بل مراكمة المأزق.
ومن حيث التوقيت، لا شك أنه غير منفصل عن الاشتباك بين نتنياهو وفريقه وآخرين داخل الحكومة ومجلس الحرب، وقد يكون عامل ضغط للقبول بالصفقة والذهاب نحو وقف نار.
المضمون يكشف عن صراع بين بعض الأجهزة الامنية والجيش مع نتنياهو وتوجهاته الحربية التي لا تعكس الوقائع لان النتائج غير مضمونة.
ناهيك، عن إنهاك وتعب أصابا جيش الإحتلال الذي دخل منذ مدة ليست قصيرة بحالة من الاستنزاف جنوبا وشمالاً.