“إسرائيل” تختار “التصعيد الأمني” وتعترف: إشعال ساحة قد يشعل كل الساحات!
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع
تتصاعد التصريحات الاسرائيلية التي تعبر عن تصاعد “التحديات الأمنية” في وجهها، ولعل أبرز ما قاله وزير الحرب المقال “يوآف غالانت” يختصر شيئا من المشهد الذي تشخصه المؤسستين الأمنية والعسكرية.
يقول “غالانت”: “نحن في فترة أمنية معقدة ، إيران تشن حرب استنزاف ضد إسرائيل وفي نفس الوقت تتقدم في خططها للحصول على أسلحة نووية عسكرية”. ويضيف: “في كل ساحة هناك احتمال يمكن أن يشعل النار في المنطقة ويشعل ساحات أخرى معها”.
ما قاله “غالانت” أعقب نقاشا أمنيا شارك فيه إلى جانب رئس الأركان وقادة أمنيين وحضور بنيامين نتنياهو. وقيل إنه تمحور حول مسائل أمنية حساسة من المحتمل أن تشهدها الأيام المقبلة.
ما سرب كان قبل يوم من الغارات التي استهدفت سوريا، واسفرت إحداها عن استشهاد مستشار إيراني هناك.
بطريقة أو بأخرى تؤشر تصريحات الإسرائيليين إلى مأزق أمني يتصاعد، وهي – “إسرائيل”- مربكة في التعامل معه، خصوصا في محيطها، فهي كمن يراقب تعاظم القوة لدى محور المقاومة ويداه مكبلتان وخيارات التعامل مع ما يراه تهديدا ضيقة.
الملفت أن تصاعد الحديث عن التهديد الأمني في الإعلام، لا يشبه حديث الماضي، فهو يبين أن “التهديد الأمني” أكثر خطورة في ظل الاشتباك السياسي الداخلي.
يضع الاسرائيليون، كما هو واضح، خيارات عدة منها “الضربات الأمنية”، مع ضرورة تجنب الحرب لاعتبارها غير مضمونة النتائج، بل إن انعكاساتها أكثر خطورة وقد تصل إلى حد التهديد الوجودي، ومن هنا يمكن فهم ما قصده غالانت عن أن اشعال النار في جبهة قد يتوسع إلى جبهات أخرى.
لا يخطئ الاسرائيليون في التشخيص، خصوصا أن المحور الذي يقاتلهم قد صرح باحتمال اشتعال حرب شاملة في أكثر من مناسبة.
وبالتالي، فإن خيارات العدو الاسرائيلي ضيقة، وهي تضيق أكثر فأكثر مع مرور الوقت، لذا ربما الذهاب نحو تصعيد أمني وفي أكثر من ساحة قد يعطي، من منظور العدو، الكيان ميزان ردع يحد من خلاله من التهديد دون أن ينهيه.
وربما الغارات الأخيرة التي شهدتها سوريا، قد كشفت شيئا من خطوات العدو، أبرزه تصعيد وتيرة الاشتباك الأمني واختيار الساحة السورية له، باعتبارها الأقل انعكاسا عليه من غيرها -كما يرى -، فغارات الأيام الماضية حملت معها شيئا من الجرأة الإسرائيلية، لكن السؤال: هل يضمن العدو لنفسه عدم الوقوع بتقدير خاطئ هناك؟
ببساطة، إن تصعيد الإشتباك بهذا الشكل، واختيار سوريا ساحة له، لا يمكن أن يمنع الخطأ في التقدير، ولا يشكل ضمانة لعدم توسع الأمور وحصول اشتباك، لا يمكن التكهن بسعة رقعته وساحاته وعدد اللاعبين فيه.