من جديد “إسرائيل” ترتدع أمام السيد نصرالله .. المأزق يتعمق!
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص الواقع
خيمة شبعا، تقف “إسرائيل” عاجزة أمام التعامل معها. منذ ما يزيد عن الشهرين، الخيمة (الموقع) قائمة، التهويل والتهديد الإسرائيلي بقي مجرد فقاعات هوائية، فأمام اختبار الواقع لا حل سوى “التفاوض” كما سُرب عن مصادر أمنية إسرائيلية، وهي توصية الجيش لحكومة نتنياهو، الذي يكرر الحديث عن رفض “التهديد” الآتي من لبنان، ويتحدث عن “الاختبار”.
كما قبل أي اجتماع “أمني” للحكومة المصغرة، تعمل “إسرائيل” على شن حملة تهويل، وهو ما حصل أكثر من مرة مع التطورات عند الحدود بين جنوب لبنان والأراضي المحتلة.
برز مؤخرا مصطلح “استفزازات” حزب الله، في إشارة إلى الخيمة (الموقع) التي أقامها حزب الله في منطقة محتلة من مزارع شبعا اللبنانية، وكذلك نشاطات لمقاومين عند الحدود.
يتحدث الإسرائيليون عن الاستفزاز المقابل في وقت يصمون فيه كامل الجزء اللبناني من قرية الخجر، ويواصلون الاحتفاظ بنقاط تحفظ عليها لبنان عند الحدود، ناهيك عن العربدة الجوية في سماء لبنان، واحتلال تلال كفرشوبا ومزارع شبعا.
لكن مؤخرا، يتصاعد التهديد بالنسبة للكيان، الآتي من لبنان، وهو إمر إن صورناه بتعريفنا، فهو يتمثل بتعاظم قوة المقاومة من جهة، ومن جهة أخرى أن فرض قواعد اشتباك على العدو، قد يؤدي المس بها إلى مواجهة لا أحد يمكن أن يتكهن بحدودها.
من هنا، يكفث العدو اجتماعاته المبنية على الوقائع للتعامل مع التطورات. في هذا السياق يأتي اجتماع (الأحد) والذي عنون للبحث في التعامل مع “استفزازات” حزب الله عند الحدود الشمالية، كما عبروا.
واقعا، ما سرب بعد انتهاء الاجتماع لا يحاكي الضجيج الذي سبقه، فمختلف الأوساط الإسرائيلية تحدثت عن سيناريوهات قدمها الجيش مبنية على عدم الذهاب نحو تصعيد مع حزب الله، والعمل على حل اسموها “الخلافات الحدودية” مع لبنان عبر التفاوض.
تزامنت هذه الترسيبات مع أخرى تقلل من شأن الخطر “الأمني” لخيمة المقاومة في شبعا.
واقعا، يمكن لمس حجم الردع الذي تمثله المقاومة، وكذلك قدرتها على التأثير في أي خطوات إسرائيلية، وهو ما يمكن استنتاجه من التحذير الاستباقي للسيد نصرالله من أي أن المقاومة ستكون جاهزة لأي خيار ولن تسكت عن اي حماقة إسرائيلية. وهو تحذير استباقي لاجتماع مجموعة نتنياهو الأمنية يوم الأحد.
وعليه، فإن حزب الله كرس مرة أخرى الوقاع القائم عند الحدود، وثبت قوك الردع، وهو ما يمكن استناجه من نتائج اجتمع العدو، في المقابل، بينت “إسرائيل” حجم مأزقها “الأمني” وعجزها عن القيام بخطوات تحمل معها أي بادرة تصعيد، ولذلك هي تجنح نحو الحلول التفاوضية كما تعبر.