لبنان غارق بالأسلحة الرادعة .. “إسرائيل” أخفقت!
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص -الواقع
لعل أبرز أهداف “المعركة بين الحروب” التي فتحها العدو الإسرائيلي في سوريا منذ عام 2013، بعد عملية تمهيد لضرب قدرات الدفاع الجوي السوري، هو منع وصول سلاح “كاسر للتوارن” إلى لبنان. والمقصود بالسلاح الكاسر للتوازن هو الصواريخ الدقيقة، والمسيرات، وصواريخ ارض بحر وصواريخ أرض جو، وتقنيات تكنولجيا عسكرية.
طوال عقد من الزمن، مارس الاسرائيليون حربا واسعة. ركزوا على ضرب قواعد عسكرية سورية، ومواقع البحوث العلمية التابعة لوزارة الدفاع السورية، ولاحقوا أهدافا عدة يعتقدون أنها تحقق أهدافهم في المعركة. ومارسوا جهدا إستخباريا لإغلاق أي منافذ من طهران وسوريا قد توصل إلى لبنان.
خلال الأعوام الماضية، ومنذ خمس سنوات، تحدث السيد نصرالله بوضوح عن وصول هذا أسلحة متطورة إلى لبنان، ليعلن بعدها تدريجيا عن تعظام القوة وامتلاك المسيرات المتطورة، وأمور أخرى، كذلك تحويل صواريخ غير دقيقة إلى دقيقة في لبنان.
وبشكل واضح، وأكثر من مرة، تحدث عن فشل معركة العدو في هذا الصدد.
مرد الفشل يعود إلى أمور عدة، أبرزها تخطى قوى المقاومة لمخاطر التهديد الإسرائيلية، وتحويل التهديد إلى فرصة من أجل تعزيز قدرات المقاومة، وهو ما تطلب جهداً أمنيا واستخباريا واسعا، ومعركة أمنية مع العدو، لا زالت مستمرة.
تباعا، يعترف الإسرائيليون بالإخفاق، وهو ما عبر عنه مسؤولون سياسيون وعسكريون من بينهم بنيامين نتنياهو، بشكل غير مباشر، عام 2020، ومنذ فترة أفيف كوخافي، قائد الأركان السابق، ومسؤولون آخرون، وكذلك تقارير مجلس الأمن القومي الأمنية التي تصدر سنويا منوطة بتوصيات.
جديد الاعتراف الإسرائيلي باخفاق تلك المعركة، ولو بشكل غير مباشر، ما نقله موقع “والاه” العبري عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير حول نجاح “حزب الله في نقل أسلحة متطورة من إيران وسوريا إلى لبنان، تشكل تهديدا على منصات الغاز وسفن الصواريخ وعلى طائرات الجيش الإسرائيلي”.
مضمون تصريح المسؤول الأمني يكشف عن أن المقاومة تمتلك معظم عناصر القوة من السلاح المتطور الذي عمل العدو على محاولة منع وصوله.
والكشف عن الأمر بهذا الشكل وفي يوم القدس يبين إحساس العدو بحجم التهديد، وهو يأتي في فترة تواجه فيها “إسرائيل” حجما كبيرا من التهديدات الأمنية، وتعبر عن خشية من مواجهة تمتد إلى أكثر من ساحة منها لبنان.
في الواقع، إن الإسرائيليين يعبرون عن التهديد في توصيف حجم القوة للمحور المقابل لهم، وهو ما يفسر حجم التردد لدى المؤسسة الأمنية والعسكرية في توسيع أي رد فعل يمكن أن يؤدي الى اشتباك، تدخل فيه تلك الأسلحة ساحة الاختبار الفعلي.
ويشكل تصريح المسؤول الأمني الإسرائيلي اعترافا واضحا بأن لبنان غارق بالأسلحة الاستراتيجية التي تمتلكها المقاومة، وأنها تشكل قوة رادعة للإسرائيليين من جهة، ومن جهة أخرى تقييد (القوة الرادعة) حركتهم سواء في ردات الفعل عسكريا وأمنيا.