فلسطين المحتلةلبنان

على خلفية “عبوة مجدو”، ماذا لو طالت يد “إسرائيل” هدفا فلسطينيا في لبنان؟

خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإسرائيلية | خاص – الواقع

مساء يوم الأربعاء 15-3-2023، كشف الإسرائيليون في بيان مشترك بين الشاباك والشرطة والجيش عن “الحدث الأمني” الذي وقع يوم الاثنين. قالوا إن شخصا تسلل على ما يبدو من لبنان وعمد إلى تفجير عبوة ناسفة عند مفترق “مجدو” جنوب شرق مدينة حيفا شكال فلسطين المحتلة، وبعد تحديد مكانه تم الوصول إليه وتحييده وعثر معه على عبوات وأحزمة ناسفة وأسلحة وأمور أخرى، دون الكشف عن هويته التي ربما لم يحددا الإسرائيليون بعد.
البيان المشترك قال إن “الهجوم يخضع إلى تحقيق موسع، ويجري التحقيق في إمكانية تورط حزب الله به”.
وبعد صدور البيان، كثرت التصريحات والتعليقات الإسرائيلية، سواء من الإعلام الإسرائيلي أو جهات سياسية وأمنية وعسكرية (حالية وسابقة)، جلها يتحدث عن ضربة تعرض لها الكيان، دون معرفة من يقف خلفها.
وفي وقت لم يصدر أي تعليق من قبل حزب الله في لبنان، معتمدا الأخير “الصمت البناء”، ومكتفيا بمتابعة ما يصدر عن العدو من مختلف المستويات، نقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤول أمني إشارته إلى أن “إسرائيل سترد على من يقف خلف عملية مجدو بالزمان المكان المناسبين”. كما نقل عن مسؤول سياسي، لم يسمه، تصريحاً يتسق مع ذات السياق الذي تحدث به المسؤول الأمني، مع إضافة واحدة بأن “تل أبيب تبحث عن رد مع ضمان عدم تدهور الأوضاع وعدم الوصول الى حرب”.
في التصريحين، حتمية وضرورة للرد، لكن مع عدم معرفة الجهة التي تقف خلف الهجوم حتى الان، وكذلك البحث عن رد مدروس، بنظر الإسرائيليين يبقي التحكم به في أيديهم، وهو أمر غير مضمون خاصة إن كان اتجاه لبنان.
لم يحسم الإسرائيليون في بيانهم أن المنفذ الذي تحدثوا عنه قد عبر من لبنان، لا أدلة على الأمر، لكن تصريحاهم تؤشر إلى ذلك.
لن نخوض في تحليل الأهداف الاسرائيلية من خلال روايتهم حول الحدث، علما أنها مليئة بالشوائب، لكن لنسلم بأن الإسرائيليين، ولغاية في نفس يعقوب، لم يتهموا حزب الله وقاموا فاتهام فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان بالوقوف خلف العملية المزعومة، ونفذوا اعتداءً ضد هدف فلسطيني داخل الأراضي اللبنانية، فما هو موقف حزب الله؟
للإجابة على هذا السؤال لا بد من استحضار مقطع من خطاب السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، الذي ألقاه في العاشر من محرم الموافق لالـ 9 من آب العام الماضي 2022، يومها قال السيد نصرلله ما حرفيته: “سمعنا أن الإسرائيليين يخططون لاغتيال قادة فلسطينيين وإذا حصل هذا الأمر في لبنان، أي اعتداء على أي إنسان في لبنان لن يبقى من دون عقاب ولن يبقى من دون رد”.


تصريح السيد حسن نصرالله – يومها- كان بمثابة معادلة، تضاف إلى معادلات المقاومة التي تمكنت بموجبها من فرض قواعد اشتباك تمنع الإسرائيليين من الإغارة داخل لبنان أو الإقدام على أعمال أمنية تحمل بصماتهم.
مع توعد الإسرائيليين بالرد على “عبوة مجدو”، حسب الزمان والمكان المناسبين لهم، يجب أن يوضع في الحسبان المعادلة التي وضعها السيد نصرالله، وهو ما يعني أن أي اعتداء على أي كان سيلق ردا، فمن ضمن الاحتمالات التي يمكن طرحها بأن أحد أهداف الإسرايليين من خلال “الحدث الأمني” الغامض حتى اللحظة والمكشوك بكثير حول روايته، هو إحداث تعديل بقواعد الاشتباك، وبالتالي فإن المقاومة انطلاقا من هنا هي لن تسمح بذلك، سواء استهدفها العدو مباشرة أو أي أحد آخر على الأراضي اللبنانية.
ومن جهة أخرى، ووفق التجربة، فإن اعتداء الإسرائيليين على لبنان، أيا كان شكله، لن يبقي التحكم بمسار الأمور في أيديهم وحدهم، فالطرف المقابل له حساباته وتقديره وقدرته على التحكم بمسار الأمور، كما حصل في مرات سابقة.
في المحصلة، إن كان الإسرائيليون يعتبرون أن الفرصة سانحة في هذه المرحلة الحساسة للهروب من أزمتهم الداخلية عبر اعتداء في لبنان حصرا، فإنه، في الجهة المقابلة، هناك من يرى أيضا بأن الفرصة سانحة لعملية شاملة تخلط الأوراق في جميع أنحاء المنطقة. لا نقصد بذلك أن حربا ستقع، لكننا نشير أليها من باب احتمال حصول “خطأ في التقدير” – نتيجة بعض الحسابات الإسرائيلية – قد يجر معه الأمور إلى حرب واسعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى