فلسطين المحتلة

“التصعيد” منوط بتصرفات “إسرائيل” .. الخطأ وارد!

خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع

انتهت جولة “الصواريخ” من أكثر من جبهة بفعل تراجع إسرائيلي واضح، اتسم بمحدودية الرد، سواء في غزة أو لبنان، واتخاذ إجراءات في القدس تمنع انفجار الأوضاع بما قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب، لكن السؤال هو هل التصعيد ممكن؟
عبر الاسرائيليون بسكل واضح عن اتساع رقعة التهديد، ودلت تصريحاتهم على أن المواجهة لن تعود كما في الماضي، محصورة بجبهة، إنما قد تمتد بسرعة إلى جبهات أخرى، وهو ما عبر عنه بوضوح وزير الحرب يوأف غالانت أكثر من مرة خلال أيام.
كذلك ما تحدث به مسؤولون سابقون منهم “أفيف كوخافي”، رئيس أركان الجيش السابق، الذي إشار إلى تهديد من غزة ولبنان وسوريا والضفة وإيران، قائلا:لن أتحدث أكثر لاعتبارات أمنية.
في المقابل، يمكن الاستنتاج من تصريحات قادة حركات المقاومة في لبنان وغزة أن وحدة الساحات صارت أمرا منجزا، ويعمل على تعزيزه، وقد غلبت لغة “المحور المتكامل” على أي لغة أخرى، وهو ما يتعامل معه الإسرائيليون بواقعية وأنه أمر يجب التعاطي معه.
تحسب “إسرائيل” الأمور من منطلق “قوة الردع”، التي تتآكل ووصلت إلى مرحلة متقدمة من التراجع، وهو ما يتجسد واقعا في تصرفات قوى المقاومة التي زادت جرأتها عملياتيا.
تجد “إسرائيل” نفسها أمام معضلة معقدة، يصعب التعاطي معها بسهولة، فهي من جهة لا تريد حربا واسعة، ومن جهة أخرى لا يمكنها السكوت على اتساع رقعة التهديد الأمني والعسكري المحيط بها، كما تعبر.
من الملاحظ أن “إسرائيل”، التي يكثف مجلس وزرائها المصغر اجتماعاته ذات البعد الأمني، تسعى للتعامل بدق، وتطرح ضرورة إيجاد ثغرات للفصل بين الجبهات، أي تعطيل مسعى دول وقوى محور المقاومة لتوحيد جبهاتها، وهو عمل دونه مطبات وإمكانية الخطأ فيه واردة وفي أي جبهة. في هذه النقطة يكفي الإشارة إلى ما حذر منه السيد حسن نصرالله من أن الخطأ في لبنان أو فلسطين أو سوريا قد يؤدي إلى الحرب. في تحذير واضح للإسرائيليين، الذين يتعقد المشهد أمامه.
من الخيارات الأخري، هو الأعمال الأمنية، سواء عمليات الاغتيال، او الوصول إلى أهداف استراتيجية في دول مجاورة للأراضي المحتلة والعمل على تعطيلها، بمعنى أخر تدميرها، وهي أيضا مهمة محفوفة بالمخاطر، وقد تؤدي الي إما الرد بالمثل، وهو أمر ممكن، أو التصعيد الذي يمكن أن يخرج عن السيطرة.
وعليه، إن خيارات إسرائيل، خصوصا مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم، ضيقة إلى حد كبير، وهو ما يمكن الاستناد عليه أيضا، بالإضافة إلى التحديات التي تمثل أمام قادة العدو، لخلاصة القول: إن “التصعيد” العسكري أمر قائم وهو منوط بالتصرفات الإسرائيلية التي يمكن أن تخطئ التقدير في أي من الجبهات، وهو ما قد يؤدي الي انزلاق الأوضاع الى الاشتباك الذي لا يمكن ضبطه بسهولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى