حزب الله حاضر في غزة !
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع
ليست سرا، تلك العلاقة المتينة والاستراتيجية القائمة بين المقاومة في لبنان والمقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بفصائلها كافة. أبان معركة سيف القدس كانت ذروة المشاركة الفعلية التي تجسد تلك العلاقة، إن الاستخبارية منها أو الاستشارية، عبر غرفة عمليات في بيروت.
لا يخفي حزب الله العلاقة، بل يجاهر بها، كما لا يخفي إسناده للمقاومة في فلسطين وتزويدها بالسلاح حيث أمكن، بمشاركة واضحة من قوة القدس، وإسناد من سوريا رغم ظروفها.
عند الحديث عن وحدة الجبهات، يجب أن نعود إلى المعادلة التي أعلن عنها السيد حسن نصرالله بعد معركة سيف القدس في مايو 2021 القدس مقابل حرب إقليمية، وهي التي ترجمت لاحقا في أكثر من مناسبة، آخرها منتصف رمضان 2023، عندما لمس الإسرائيليون تحركا مشتركا من ثلاث جبهات، حاولوا تجنب الحديث عنها بشكل دقيق لحسابات تخصهم، دون إخفاء الأمر لدى حديثهم عن أن اشتعال جبهة قد يؤدي إلى اشتعال جبهات، وهو ما يعبر عنه قائد الأركان ووزير الحرب بوضوح، والطاقم الأمني والسياسي.
ما يجري في غزة في معركة “ثأر الأحرار” والتي تسميها “إسرائيل” “السهم الواقي”، وبدأتها بعملية اغتيال لقادة في سرايا القدس، تهدف في جزء منها إلى محاولة بدء فكفكت الساحات وفصلها عن بعضها البعض، وهو أمر لا يخفي قادة العدو الإسرائيلي السعي إلى إنجازه رغم صعوبة الأمر إذا ما استعرضنا واقع قوى المقاومة ومحورها والمرحلة التنسيقية والإدارية التي وصلوا إليها.
في خطابه في ذكرى استشهاد القائد الجهادي السيد مصطفى بدر الدين، استعرض السيد حسن نصرالله واقع المواجهة الدائرة حاليا في غزة، وختم تقيمه واستعراضه لمجريات الأمور بتحذير واضح للعدو الإسرائيلي بأنه “في أي وقت تفرض علينا المسؤولية القيام بخطوة أو خطوات لن نتردد”، كاشفا عن تقديم المقاومة
المساعدة الممكنة في حدود معينة، ومؤكدا أن حزب الله على اتصال دائم مع قيادات الفصائل ويراقب الاوضاع وتطوراتها.
ما صرح به السيد حسن نصرالله لا يحتاج الثاني إلى تحليل كبير، فالمقاومة في لبنان حاضرة من النواحي كافة وموقفها العملياتي قابل للتطور بالنسبة للمقاومة هو أمر طبيعي ويعبر عن “وحدة الجبهات” الذي بات واقعا، وفي الأمر ضربة لأهداف العدو ورسالة جوابية على مساعيه.
وعليه، إن حضور حزب الله في غزة وإلى جانب مقاومتها أمر واقع، وهو يؤكد أن المقاومة جزء من أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي.
يبقى القول، إن موقف السيد حسن نصرالله سيكون له وقع كبير لدى صناع القرار في “تل أبيب” من أمنيين وعسكريين وسياسيين، خصوصا أنهم يتجنبون الذهاب نحو تصعيد كبير كي لا تتعدد الجبهات، وهو أمر يعملون على عدم وقوعه.