السيد نصرالله ولغة “المحور” في خطاب التحرير
تحليل | خاص – الواقع
كثيرة هي التحولات في المنطقة، سواء على صعيد العلاقات بين الدول، أو فيما يتعلق بالمواجهة القائمة بين الكيان الإسرائيلي ومحور المقاومة بدوله وحركاته.
على أرض الواقع، ومن خلال مجرياتها العملياتية باتت الأمور أكثر وضوحا. محور المقاومة وحد ساحاته وجبهاته عمليا، والعدو الإسرائيلي يعدل من خطابه واستراتيجيته التي تحاكي حربا كبرى، وهو ما يعبر عنه مسؤولون كبار من أمنيين وعسكريين؛ بل وممارسات تحاكي هذه الحرب، إن عبر المناورات العسكرية (مركبات النار نموذجا) أو التعديل في الاستراتيجية للجيش وهو مع عقدت لأجله عدة ورش قاد إحداها رئيس الأركان منذ مدة قصيرة.
في خطاب عيد المقاومة والتحرير في لبنان، قدم السيد حسن نصرالله قراءة شاملة للواقع، من خلال استخدام خطاب يعني المقاومة كصاحبة مناسبة، لكنه ينبع من توجهات المحور. هو لوح بقوة المحور، عدة وعديدا، وخاطب العدو من منطلق وحدة الساحات والجبهات، وهو ما يعكس المتغير الذي صنعته قوى المقاومة وعملت على تثبيته لسنوات.
في هذا الصدد، لوحظ في خطاب السيد حسن نصرالله التالي:
- الحديث باسم المحور عبرذكره مئات آلاف المقاتليين ومن بلدان عدة، الذين سيشاركون في أي حرب كبرى بمواجهة “إسرائيل”، والتفوق العددي والنوعي على العدو في هذا المجال.
- مواجهة العدو بلغة “الحرب الكبرى”، التي حاول الإسرائيليون خطفها لإبراز أنفسهم على أنهم على استعداد لخوضها، والحرب الكبرى تعني نطاقا واسعا أبعد من لبنان.
- في مقاربته لواقع الكيان الداخلي سواء سياسيا أو اجتماعيا أو عسكريا، خاطبهم السيد نصرالله بواقع المحور من النواحي كافة.
- إعادة تذكير الإسرائيليين بأن الخطأ في التقدير في الضفة او غزة لو لبنان لو سوريا او ايران قد يؤدي إلى حرب شاملة. صحيح أنه أمر يعرفه الإسرائيليون لكن التأكيد عليه يأتي في سياق ترتيب وحدة الجبهات وترسيخه لدى العدو لتضيق الخيارات عليه وردعه.
ما فهم من خلال لغة الخطاب للسيد نصرالله، أن قوى ودول وحركات محور المقاومة قد تخطت مراحل الإعداد عملياتيا، كما أنها عدلت من لغة خطابها من الواقع الخصوصي لكل ساحة إلى الواقع الجامع.
حقيقة، إن ما يقوم به قادة قوى المقاومة، وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله، هو ترسيخ وحدة الساحات والجبهات في لغة الخطاب والمخاطبة، وهو أمر بالغ الأهمية إن كان على صعيد ردع العدو من جهة، كونه مبني على وقائع، أو على صعيد كي الوعي سواء لدى جمهور المقاومة أو لدى المستوطنين في فلسطين المحتلة.
في المحصلة، إن لغة “المحور” باتت طاغية في أدبيات قادة المحور، وهو من شأنه أن ينعكس على لغة الخطاب لدى جمهور المقاومة لاعتبار أن المعركة واحدة، ولم يعد هناك أي شيء مخبأ في هذا الصدد.