الاقليم

واشنطن تدفع نحو تخريب التفاهمات بين دول المنطقة!

خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع

منذ إعلان إيران والسعودية التوصل إلى تفاهم لاستعادة العلاقات، وتفعيل الاتفافية الأمنية بينهما الموقعة عام 2001، يسود المنطقة نوع من التهدئة، ألقت بظلالها على ملفات عدة، ليس من باب التفاهم الثنائي، إنما جنوح الرياض نحو تبريد ملفات على رأسها في اليمن، حيث وصل وفدها الي صنعاء، وسط تسريبات عن التوصل إلى مسودة شبه نهائية لإطلاق تهدئة يليها مرحلة انتقالية.
لا شيء في المنطقة يستدعي الاستنفار الأمريكي، سوى الازمة التي يعيشها الكيان الاسرائيلي، إن لجهة الازمة الداخلية ودفع واشنطن نحو التهدئة، أو لجهة التهديد الأمني الذي تتحدث عنه “إسرائيل”، والذب إن أردنا تفنيده يتبين أنه نتيجة واقعية لأفعال الكيان العدوانية، سواء في الداخل أو في دول الطوق وربما أبعد.
عمد الأميركيون إلى بث تسريبات عن مسئوولين نقلتها صحيفة “وول ستريت جورنال”، تحدثوا فيها عن “معلومات استخبارية تفيد بأن إيران تهدف لتنفيذ هجمات بالمنطقة قريبا”، دون تحديد المكان أو الأسباب لمثل هكذا هجمات، خصوصا مع جنوح طهران نحو ترتيب العلاقة مع جيرانها، والمساعدة في حل قضايا عالقة وفق رؤية دول المنطقة.
تبع التسريب الأمريكي، إعلان البحرية عن إرسال غواصة نووية مزودة بصواريخ موجهة إلى المنطقة، بزعم دعم الأمن فيها.
في الواقع، تبين الخطوات الأمريكية ان الهدف أبعد ما يكون عن تدعيم الأمن، بقدر ما هو دفع نحو توتير معين يخدم مصالحها. فواشنطن التي رحبت بالتفاهم الإيراني السعودي، وعملت على التشكيك بالتزام طهران، وواشنطن التي ترفض تطبيع العلاقات مع سوريا وتشجع شركائها على عدم الاقدام على ذلك، تسعى بالفعل إلى اختلاق توترات لأسباب تخصها. هي تحاول تخصيل تهدئة وفق منظورها لا وفق منظور شركائها كالسعودية وأبو ظبي. بمعنى آخر تريد توتر مع إبقاء الخصومة بين دول المنطقة وعدك ذهاب التفاهمات المعقودة حديثا، بعيدا، أي الوصول إلى حد الحلول النهائية.
من جهة أخرى، يبدو أيضا ان واشنطن تحاول تطمين “إسرائيل” عبر خطوات من هذا النوع، يمكن فهم ذلك من تسريب آخر مفاده ان “تل أبيب” ابلغت واشنطن باحتمال حصول تصعيد قريب في المنطقة، وهو ما يستدعي في الواقع دعما أمريكا وإسنادا معلوماتيا وعسكريا إن أمكن.
في المحصلة، تسعى واشنطن لخلق التوتر بذات الاساليب السابقة، اي عبر التخويف من طهران وسياساتها، وبالتالي يبقى على دول المنطقة، خاصة الشريكة لواشنطن تقييم الأمور وأخذ العبر، والأهم الركون إلى مصالحها بالدرجة الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى