الواقع اليمني

سميرة مارش .. عنوان صفقة تبادل الأسرى وصنعاء تسجل نقطة متقدمة

خليل نصرالله -مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع

تمت صفقة تبادل الأسرى بين صنعاء من جهة ومرتزقة دول العدوان والسعودية من جهة أخرى. حطت الطائرات التي تنقل الأسرى في صنعاء. في وقت كانت وجهة الطائرات التي تنقل أسرى المرتزقة تتوزع بين المطارات بسبب تعدد الأطراف والجماعات.

لكن ما كان لافتا في العملية هو تحرير امرأة يمنية من سجون ميليشيا حزب الإصلاح المتموضع في مأرب. تلك المرأة التي أخذت رهينة بزعم تأييد زوجها لحركة أنصار الله، وذاقت العذاب في سجون ميليشيا تزعم خوض حرب تحرير لليمن، علما أنها مجرد أداة بيد قوى خارجية تعبث بأمن البلاد، كما يصف معلقون يمنيون.
حررت سمير مارش في الصفقة، وأفرجت صنعاء في مقابل تحريرها عن أربعة أشخاص شكلوا خلية كانت تعطي دول العدوان إحداثيات لقصفها وتقرم بأعمال تخريب وتجسس. لم تتردد صنعاء في الإفراج عنهم، علما أنهم حوكموا بالإعدام بعد قيامهم بفعل الخيانة العظمى بحق بلدهم.
بينت هذه العملية، في جزئية تحرير مارش، التي تصدر مشهد خروجها من الطائرة رافعة بيدها وسائل الإعلام، أن صنعاء تخوض معركة تحرير واقعية، وأن منطلقات حربها في صد العدوان تأتي بهدف حماية الإنسان اليمني، ناهيك عن البعد الإنساني الكبير الذي تظهره السلطات في التعاطي مع كل حالة أسر أو من أخذول رهائن، سواء عبر صفقة التبادل أو مبادرات إطلاق سراح مرتزقة كخطواة أحادية الجانب إنطلاقا من دوافعة إنسانية بحتة.
في عملية تبادل الأسرى التي تمت، تمكنت صنعاء، وأمام العالم، من تسجيل نقاط متقدمة على دول العدوان ومرتزقتهم. بينت بشكل واضح سلوكها الإنساني دون أي حسابات سياسية، في وقت أظهرت مشاهد من أفرج عنهم، أو طالب بهم المرتزقة، أنهم اعتمدوا معيار القربة كأولية، وهو ما تجسد بطارق عفاش الذي طالب بأخيه ونجله مقابل إطلاق سراح أسرى من الجيش واللجان الشعبية، وهو ما يبين عدم اكتراث هؤلاء بكثير ممن قاتلوا في صفوف قواتهم طوال تلك السنوات. وهو مشهد يمكم وضعه في خانة الإيجابية لا السلبية لأنه حجة لمن يقاتل ضد بلده كي يتعظ ويفهم مسبقا مصيره إن وقع أسيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى