ماكرون يقر بخطورة التعاون الروسي – الإيراني على مشاريع الغرب!
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع
ترتفع وتيرة “الاتصالات النووية” غير المباشرة بين طهران وواشنطن. موقع “إكسيوس” كشف بالأمس عن تفاوض غير مباشر جرى في عمان الشهر الماضي. وزير الخارجية الأميركية بدوره أجلى بتصريحات تلفزيونية متعهدا بمنع طهران من امتلاك “سلاح نووي”، مؤكداً اتباع الخيارات الدبلوماسية معها، وهو أعطى مؤشرا على وجود اتصالات. بدروه، الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، أجرى اتصالا بنظيره الإيراني، وتركزت المحادثات بحسب ما هو معلن في شقين: النووي الإيراني وتفاوض رفع العقوبات، والتعاون الروسي الايراي العسكري والأمني.
وبحسب بيان صادر عن قصر “الإيليزيه”، فإن ماكرون عبر لرئيسي عن قلق من مسار البرنامج النووي حاليا، وضرورة اتخاذ إجراءات “قابلة للتحقق” لتنفيذذ التزاماتها مع وكالة الطاقة الذرية. ومن جهة أخرى ذكر البيان الفرنسي أن ماكرون حذر طهران من “التبعات الخطيرة” لتسليم موسكو طائرات مسيرة، وكالبها بوقف هذا الدعم، مقرا في الوقت عينه بأن طهران هي جزء من حل الأزمة الأوكرانية.
بناء على مجريات الأمور، يمكن فهم اتصال ماكرون مع رئيسي بما تضمنه وما أعلن في الجانبين، أنه أتى في سياق المحاولة الأميركية لعقد صفقة نووية مؤقتة مع طهران، مع إدخال التعاون الروسية – الايراني في إطار التفاوض. أي تقديم إغراءات لإيران مقابل تخفيف تعاونها في كثير من المجالات مع روسيا خصوصا في المجال العسكري. وهو أمر، وفق التجربة، لا يمكن أن تقبل به طهرن لانه يمس قرارها السيادي.
هنا لا بد من الإشارة إلى أن الأميركيين مع اندلاع الحرب في أوكرانيا تراجعوا خطوات عن إمكانية العودة للاتفاق النووي لاعتبار أنه يصب في مصلحة روسيا، ونذكر يومها محاولة تصوير الأميركيين أن موسكو تعطل التوصل لاتفاق، وهو ما استدعى لقاءًا على عجل بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره الروسي في موسكو لتبيان هواجس روسيا التي رحبت بها إيران صراحة، لاعتبار أن أي اتفاق لا يجب أن يتأثر بالعقوبات الغربية على روسيا وعلاقتها بإيران، كون موسكو جزء من الاتفاق المبرم عام 2015.
من جهة ثانية، يؤكد تصريح ماكرون في تناوله التعاون الروسي – الايراني، خصوصا بعد عقد اتفاقية استراتيجية بين البلدين ورفع مستوى التنسيق في أكثر من مكان خصوصا حيث يتواجدا سويا كسوريا، على التالي:
- أن التعاون الروسي – الإيراني في المجالات كافة، منها العسكرية، يعيق بل ويوجه ضربات لمشاريع الهيمنة الغربية التي تديرها واشنطن.
- أن الغرب لا يكف عن سياسة التدخل أو محاولة التدخل في شؤون الدول ومستوى علاقاتها فيما بينها.
- أن لطهران دور أبعد من المنطقة، خصوصا مع قوله أن طهران جزء من الحل في أوكرانيا بغض النظر عن الخلفية التي يتحدث بها في هذه النقطة.
في الواقع، إن القلق الغربي، خصوصا الأميركي، من التعاون الروسي – الايراني يجب أن يشكل حافزا لهذه الدول لتقوية علاقاتها فيما بينها في المجالات كافة، بل وتوسيعه، وهو ما آخذ في التصاعد إذا ما قاربنا واقع الولايات المتحدة الأميركية اليوم، والحضور الصيني على مستوى حل الأزمات بين البلدان كما حصل في “اتفاق بكين” بين طهران والرياض.