اليمن

واشنطن تستفز صنعاء في “المهرة”!

خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية /خاص “الواقع”.

ليس عبثا طرح السيد عبد الملك الحوثي الأسبوع الماضي معادلة “رحيل” القوات المحتلة وعلى رأسها الأميركي”. هي أتت في توقيت يتضح لصنعاء معالم الاحتلال الأميركي وأهدافه وتمركزه، بل وإدارته لمفاصل عديدة في مناطق تحتلها السعودية والإمارات، وتتمركز فيها وحدات أميركية وبريطانية وإسرائيلية، ناهيك عن الإدارة الكلية للعدوان الذي يتعرض له هذا البلد منذ سنوات ثمان مضت.
بعد أيام من طرح “المعادلة الكبرى”، التي رفع فيها السيد عبد الملك الحوثي السقف بوجه الأميركيين، متوعدا باستهادف كامل نقاط تواجدهم في أرض اليمن وبحره وجزره، ومعاملتهم معاملة المحتلين، زيارة لافتة قام بها قائد الإسطول الخامس الأميركي “براد كوبر”، يرافقه السفير الأميركي لدى المجلس الرئاسي، المعين سعوديا وأميركيا، إلى المهرة ولقائه المدعو اللواء خالد القلمي رئيس مصلحة خفر السواحل اليمنية لدى الجيش اليمني التابع للتحالف.
في ظاهر الزيارة، حديث عن مكافحة “التهريب”، وخاصة السلاح، كما يزعمون، لكن في باطنها هي تحمل الكثير من الدلالات:

  • تأتي الزيارة بعد أيام من طرح السيد عبد الملك الحوثي معدلة بوجه الأحتلال بكل أشكاله وعلى رأسه الأميركي.
  • يريد الأميركيون التأكيد على تواجدهم، ووضعه ضمن خانة التواجد الشرعي، أي أنه بالتنسيق مع مجلس رئاسي يمني معترف به دوليا، وبالتالي نزع صفة الإحتلال عن تواجدهم.
  • يريد الأميركين إظهار القوة، وأنهم غير مبالين بما يصدر عن صنعاء باعتباره “غير شرعي”، وفق منظورهم.
  • اختيار المهرة للقاء، يعد نقطة تأكيد على الموقعية الاستراتيجية لتلك المحافظة بالنسبة للأميركيين، والتي لها حالة خاصة في اليمن.
    إن الرسالة الأميركية، وإن كانت تعبر عن لا مبالة وقوة في ظاهرها، إلا أنها قد ترتب عليهم ردات فعل حال ذهبت الأمور في اليمن نحو تصعيد، فيأي وقت.
    من جهة أخرى، يحاول الأميركيون التأكيد على الإمساك بأوراق قوة، قد تستخدم يوما في حال ذهبت الأمور نحو تفاوض واسع، يتعلق بمجمل الملفات من الممرات البحرية إلى الجزر وأمن الملاحة من البحر الأحمر إلى بحر عمان.
    وإن كان التوجه أميركيا هو إظهار القوة والنفوذ وعدم اعطاء معادلة صنعاء بعدا واسعا – رغم ان واشنطن تحاكي الوقائع إن اشتد الكباش – فإن صنعاء في المقابل ستفسر الخطوة كنوع من الإستفزاز، وهو ما يؤكد تصورها على الدور الأميركي في إدارة العدوان بهدف تحقيق مصالح أميركية بامتياز.
    وعليه، يمكن الجزم بأن الرد اليمني على استفزازات واشنطن المتتالية، وغير المحصورة بزيارة المهرة ذات الطابع العسكري، قد يكون ضمن حسابات أي تصعيد ما لم تسير سفينه حل الصراع وفق تصورات اليمنيين، تحديدا الحكومة الشرعية في صنعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى