افتتاحية الواقعالواقع اليمني

واشنطن تدمر ميناء رأس عيسى .. صنعاء ملزمة برد مؤثر

أسرة التحرير – الواقع | لم تمض ساعات قليلة على خطاب السيد عبد الملك الحوثي، الذي أوجز عمليات القوات المسلحة خلال شهر، ومفاعيلها إن لجهة استهداف العمق الإسرائيلي وتعطيل الملاحة البحرية الإسرائيلية بنسبة مئة بالمئة إسنادا لغزة، أو لجهة التصدي للعدوان الأميركي المفتوح على اليمن والذي يستهدف أعيانا ومقدرات ونبنى تحتية يمنية تمس المواطن اليمني في بلد يرزح تحت الحصار، حتى أقدم الأميركيون على توجيه ضربات جنونية استهدفت ميناء رأس عيسى ما أسفر عن تدميره كليا وفق بيان أصدرته القيادة المركزية الوسطى في الجيش الأميركي.

وأوضح البيان الأميركي أن العملية تهدف إلى تقويض قوة “الحوثيين الاقتصادية”، زاعمة أن الهجوم لا يستهدف إلحاق الأذى بالشعب اليمني، الذي يستغله الحوثيون ويسعى للتخلص من نير الخضوع لهم، وفق البيان العسكري الأميركي.
وقد اعتبرت الحكومة اليمنية في صنعاء أن استهداف الأميركيين لميناء رأس عيسى والذي أدى الى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من العاملين فيه يعد “جريمة حرب مكتملة الأركان، متوعدة ب “عقاب”، ومؤكدة استمرار “عملياتها الإسنادية التي نجحت بنسبة 100% في منع الملاحة الإسرائيلية من البحر الأحمر”.
وإذ رفصت الحكومة المبررات الأميركية واعتبرتها مضللة، أشارت في المقابل إلى “حق اليمن القانوني في الدفاع عن نفسه”، محملة الإدارة الأميركية مسؤولية تداعيات تصعيدها في البحر الأحمر.
ويكشف العدوان الأميركي على ميناء رأس عيسى المدني عن فشل في المواجهة العسكرية، غير المتكافئة في الأصل، مع القوات المسلحة اليمنية التي تواصل عمليات الاسناد لغزة، واستهداف القطع البحرية العسكرية وحاملات الطائرات الأميركية في البحر الأحمر، ومنع الملاحة الإسرائيلية حصرا.
ويمكن وضع رفع منسوب الأميركيين لاعتداءاتهم لتطال مرافق مدنية حيوية وأعيان مدنية، في الإطار التالي:

– استعادة الردع في مواجهة اليمن والذي يقر مسؤولون عسكريون أميركيون فقدانه منذ ما بعد السابع من أكتوبر.

– دفع صنعاء نحو إعادة النظر بسلوكها الإقليمي ككل، إن لجهة موقفها من القضية الفلسطينية أو تحالفاتها وعلاقاتها مع قوى المقاومة.

– وقف استهدافها للعمق الإسرائيلي وعدم التعرض للملاحة البحرية الإسرائيلية.

– تخليها عن حقها في حماية الملاحة البحرية ضمن نطاقها البحري وما تقره القوانين الدولية.

– تأليب الرأي العام اليمني في المناطق الخاضعة لحكومة صنعاء ضد توجهات القيادة الثورية،  وتحمليها مسؤولية ما يتعرض به اليمن من عدوان.

– توجيه رسائل إقليمية لحلفاء صنعاء وعلى رأسهم طهران، رغم إجراء تفاوض معها للتوصل الى اتفاق حول مسائل تتعلق ببرنامجها النووي ورفع العقوبات.

وأمام العدوان المستجد، ورفع منسوبه للحد الذي شهده ميناء رأس عيسى، تجد صنعاء نفسها ملزمة برد مؤذ ومؤثر، ولعل تدمير ميناء رأس عيسى قد يحرر صنعاء من بعض الضوابط التي وضعتها لعملياتها، ويدفعها نحو توجيه ضربات لمصالح أميركية بمتناول مدى نيرانها، كانت قد تجنبت استهدافها خلال المراحل الماضية.
إن استهداف ميناء رأس عيسى، على دفعات، وتدميره، وإيقاع عدد كبير من الشهداء والجرحى، يعد أحد مفاصل المواجهة القائمة التي بدأته واشنطن قبل شهر بالشكل الذي نراه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى