على خلفية عملية “مجيدو”، السيد نصرالله “تقصد” إرباك المنظومة الأمنية الإسرائيلية؟
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع.
عند وقوع عملية مفترق “مجيدو”، ونتيجة الإرباك الذي شهده الجيش الاسرائيلي بعد وضوح البعد الأمني للعملية المبهمة والمليئة بالأسرار، واضطراره إلى إصدار بيان مشترك بين الشاباك والشرطة والجيش، وطرح رواية مبينة على الاحتمالات، كان الاسرائيليون ينتظرون شيئا قد يصدر من لبنان، ولو بالتلميح.
من تابع تصريحات الاسرائيليين الرسمية، تحديدا التي صدرت عن جهات عسكرية وأمنية، كان يلمس تخبطاً وإرباكاً واضحين. مرد الإرباك إلى عدم اكتمال صورة أو مشهد ما جرى.
لوحظ أن الكثير من تصريحات العسكريين الاسرائيليين، خاصة التي رافقها تهديدات اتجاه لبنان – بغض النظر عن من يقف خلف ما جرى -، أنها ترمي الي تحصيل رد فعل من قبل المقاومة يسهل عليها التحقيقات الأمنية والخروج بخلاصة حول ما جرى والبناء عليه.
في مقابل ذلك، وكما هو معلوم وواضح، كانت المقاومة في لبنان تراقب بصمت وهدوء دون أن يصدر عنها أي شيء، لا تلميحا ولا تبنيا ولا نفيا ولا تعليقا، وهو إجراء هادف اتبعته لعدم إعطاء العدو ما يريد، وبالتالي إن الصمت كان مدروسا ومتقنا وهادفا.
وبعد عشرة أيام، أطل السيد نصرالله، يوم الأربعاء معلقا. كان واضحا أن الاسرائيليين ينتظرون شيئا ما، لكن الرياح سارت بما لا تشتهيه سفنهم.
تطرق السيد حسن نصرالله إلى المسألة موضحا نقطتين، الاولى هي تثبيت معادلة الرد على أي عدوان يطال أي إنسان، والثانية أن المقاومة غير معنية بتحليل الحيثيات لتلك العملية.
ما تحدث به السيد نصرالله، وبحسب مجريات الأيام العشر الماضية، وما صدر من قبل القادة العسكريين الاسرائيليين، زاد حتما من الإرباك لدى العدو، لم يعط السيد نصرالله أي إشارة قد تفيد الاسرائيليين بشيء، بل أبقى على تخبطهم وواقعهم المأزوم في تفكيك شيفرة ما جرى في مجيدو.
إشارة السيد حسن نصرالله إلى أنه “لن يحلل الحيثيات”، بحد ذاتها عامل إرباك، فتحليله للحيثيات موضع بحث دائم في الكيان، وهو هنا تقصد الاشارة من بوابة علمه بما يدور في بال العدو.
في المحصلة، إن “عملية مجيدو” مليئة بالأسرار، وهو ما يعبر عنه الإسرائيليون، وأمامهم مزيد من التعقيدات لتفكيك شيفراتها، مع إضافة هامة – هم عبروا عن شيء منها- أنه لو اكتملت الصورة فإن خياراتهم في الرد ضيقة جدا وقد تصل إلى حد المعدومة، إن ثبت أن ثمة ما يتعلق بما جرى في مجيدو مصدره لبنان. وما تذكير السيد حسن نصرالله بالمعادلة التي اطلقها بتاريخ ٩-٨-٢٠٢٢، إلا باب تعميق حجم الإرباك لدى الإسرائيليين.