“إسرائيل” تستشعر اتساع التهديدات البحرية .. من المتوسط إلى البحر الأحمر!
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع
تتصاعد التهديدات التي تحيط بالكيان الإسرائيلي. لا يخفي العدو الأمر، بل يتحدث بصورة مبنية على وقائع ملموسة.
التهديدات التي تتحدث عنها المؤسسة الأمنية لا تنحصر بحزام الصواريخ الذي يلف الكيان، ولا بالضربات الأمنية التي يتعرض لها، بل تتعدى ذلك إلى البحار، تحديدا المتوسط والبحر الأحمر.
تقديرات إسرائيلية نقلتها وسائل إعلام العدو تشير إلى تهديدات بحرية عدة، وقد ركزت على منطقتين، المتوسط والبحر الأحمر.
توضح تلك التقديرات أن حزب الله في لبنان يمتلك صواريخ أرض – بحر متطورة، وكذلك غواصات مسيرة تهدد السفن ومنصات الغاز في البحر. كما توضح أن تهديدا آخر يطال السفن مصدره البحر الأحمر. ركزت في هذه المسألة على مصدرين، البحرية الإيرانية والقدرات البحرية اليمنية.
وكشفت وسائل إعلام العدو عن أن بحرية الجيش الإسرائيلي باتت تعمل في البحر الأحمر بمواجهة التهديدين، الايراني واليمني، كما قالت.
لا يبدو أن تقديرات العدو تأتي عن عبث تحديدا فيما يتعلق باليمن، حيث شهد هذا البلد الذي يتعرض لعدوان منذ سنوات، تطورا كبيرا على صعيد القدرات البحرية. وهو ما يتحدث عنه مسؤولون يمنيون، وكذلك توضحه العروض العسكرية التي تم الكشف خلالها عن قدرات بحرية كبيرة.
لكن ما يجب الاشارة إليه هو أن القدرات البحرية دفاعية بامتياز وليس هدفها تهديد الملاحة البحرية كما تشيع واشنطن والرياض و “إسرائيل” بطبيعة الحال.
وعليه، إن باب التهديدات التي تتحدث عنها “إسرائيل” تأتي من باب سعي الاسرائيليين والأمريكيين على التمدد بحريا وأخذ مساحة واسعة بهدف وضع البد هناك والتحكم بمسار بحري هام.
تشير معطيات عدة إلى أن استشعار الكيان بخطر بحري، سواء قي المتوسط أو البحر الأحمر، نابع من فقدان العدو يدا بحرية عليا كان يستخدمها في حروبه ضد لبنان وغزة عبر فرض حصار مطبق.
من جهة ثانية، سبق وأن أوصت المؤسسة الأمنية بعدم استفزاز طهران في البحر لأنها معركة خاسرة، خصوصا بعد تلميحات سياسية عن استهداف ناقلات نفط إيرانية وسفن تجارية منذ أعوام في البحر الأحمر والمتوسط، وما تلا ذلك من ردود فعل تمثلت باستهداف سفن تجارية إسرائيلية في الخليج وبحر العرب.
إلى ذلك، ربطت التقديرات الاسرائيلية بين الاستعداد البحري واحتمالية حصول تدهور أمني قد يتسع الى جبهات عدة، وهو ما يؤكد على أن الكيان بات يأخذ في عين الاعتبار مصادر التهديد كافة ف يحال حصول مواجهة كبرى، وهو ما يعقد العمل لديه لآن إدارة معركة بهذا الحجم وهذه الرقعة صعبة وحساسة.
في المحصلة، إن “التهديد” الذي يتحدث عنه العدو أمر واقع ومن الصعب تلافيه في حال ارتكب الاسرائيليون خطأ في التقدير في المنطقة.