دمشق والرياض .. تقارب بدأ، هل يكتمل وكيف؟
خليل نصرالله – مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع
طوال الفترة الماضية، تسريبات إعلامية كانت تنبأ بتقارب سوري سعودي يحصل. قيل إن وزير الخارجية السعودي قد سحط في دمشق. لكن ترتيبا معينا قد يكون حصل دفع بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد ليحط في جدة. ما أعلن حسب وكالة الأنباء السعودية أن الزيارة أتت بدعوة من نظيره السعودي. أما كيف تمت الدعوة، ووفق أي خطوط دبلوماسية، وما إن كانت عبر وسطاء، فهو ما لم يعلن.
عنوانين الزيارة تبدو اعتيادية. إعلان سعودي عن بحث في حل سياسي للازمة، وعودة اللاجئين، وهي جوانب هامة، لكن لا تنهي الأزمة لاعتبارات عدة أبرزها تداخل اللاعبين على الأرض السورية بفعل الاحتلالين التركي والأمريكي بالدرجة الأولى.
يسجل لدمشق قدرتها على فتح الأبواب وفق ثوابتها الوطنية، وقرارها السيادي، الذي أرد له أن ينتهي عبر شروط وضعت بوجه دمشق قبل عقدين من الزمن، وتجددت قبل عقد، منها قطع العلاقة بإيران ووقف دعم قوى المقاومة في لبنان وفلسطين، وهو ما لم يتبدل.
قد يتوصل الطرفان السعودي والسوري إلى إعادة العلاقات المنقطعة، وقد يكون ذلك مدخلا لعودة سوريا للعب دورها العربي والاقليمي من مقعدها في الجامعة العربية، لكن السؤال هل يكتمل التقارب؟
المسألة هنا رهن إرادة اللاعبين الاقليميين الذين شنوا العدوان على سوريا ومولوا الإرهاب لإسقاطها وتفتيتها، وإلى أي مدى يملكون القدرة على تخطي الموانع الأمريكية التي تقف عائقا أمام حل مختلف الملفات في المنطقة نتيجة التدخلات المبنية على مصلحة واشنطن بالدرجة الأولى.
وهنا، يلاحظ بأن “الهمود” الأمريكي، يخبأ خلفه نوايا تخريبية واضحة، أقله لتأخير الحلول لحين تمرير بعض ما يريده في المنطقة. يكفي مراقبة الحجيج الأميركي إلى أنقرة على خلفية نية الأخيرة إعادة علاقاتها مع سوريا وما يترتب عليه من إفقاد واشنطن ورقة اللاجئين، إن تم الاتفاق على الأمر، وكذلك ورقة الوجود الإرهابي في شمال غرب سوريا، كنتيجة لأي انسحاب تركي، ما يعني تفرغ دمشق لمعالجة ملف الشمال الشرقي الذي تحتله واشنطن.
وعليه، إن اكتمال مشهد التقارب يتحقق حين تبادر دول الإقليم الي رفض الاحتلال ورفع عقوباتها، ثم تخطي العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق ومن يتعامل معها.
إن الصورة وإعادة فتح السفارات، لا يكفيان وحدهما.
يبقى الإشارة إلى أنه في عامي ٢٠٢٠ و ٢٠٢١، عطلت واشنطن مساع عربية لاعادة العلاقات مع دمشق، ويومها أوقف السعوديون لقاءات على المستوى الاستخباري مع سوريا، عبر هجوم لاذع شنه مندوب الرياض في مجلس الأمن. فهم يومها على أنه نتيجة لضغوط أميركية واضحة.